قالت شبكة “بي بي سي”، إن أحد الشباب السوريين المجندين للقتال إلى جانب القوات الروسية، أكد لها، أن “التجنيد للحرب الأوكرانية مشابه تماماً للتجنيد للقتال في ليبيا”.
وبحسب تقرير للشبكة، فإن بعض المرتزقة السوريين المجندين من قبل روسيا يتلقون نحو 7 آلاف دولار أمريكي، من أجل القتال في الخطوط الأمامية في الحرب الروسية على أوكرانيا.
ونقل التقرير عن “حسن”، الذي يعيش مع زوجته وثلاثة من أطفاله في إحدى المدن السورية الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد – دون ذكر اسمها – نيته العودة إلى ميادين القتال إلى جانب روسيا، رغم عدم اتفاقه مع أهداف الأخيرة.
وأضاف: “روسيا ترتكب مجزرة في أوكرانيا، وتستغل فقر السوريين الذين لا يجدون ما يسد رمقهم، فتعطيهم قدراً صغيراً من المال من أجل القتال إلى جانبها والموت في سبيلها”.
ويؤكد حسن الذي قاتل في صفوف قوات النظام مدة 9 سنوات، أن المال هو الدافع الرئيسي لتطوعه، إذ مُنح 7 آلاف دولار من أجل القتال في الخطوط الأمامية، ونصف هذا المبلغ للعمل في الخطوط الخلفية.
ليس لدواع إيديولوجية
ويشير في هذا الإطار، إلى أنه وغيره من “المتطوعين”، إنما يتوجهون للقتال من أجل المال وليس لدواع إيديولوجية: “روسيا ليست مستعدة لخسارة جنودها، طالما هناك من يرغب في القتال مقابل المال”.
وتابع: “المال الموعود هو الذي يدفع السوريين إلى التطوع للقتال، وهناك أعداد كبيرة تتقدم للتطوع. وأعرف شخصياً 200 على الأقل تقدموا بطلبات للتطوع”.
ونوه حسن، إلى أن “المتطوعين” الذين تقبل طلباتهم، يخضعون للتدريب في قاعدة حميميم القريبة من اللاذقية، قبل نقلهم جواً إلى روسيا.
لا تريد أسرة حسن أن يذهب إلى أوكرانيا، ولكن بعد 11 عاماً من الحرب في بلده، يقول إنه لا يملك خياراً آخر: “علي الذهاب من أجل المال، من المرجح أن يموت 90 في المئة من المتطوعين في هذه الحرب”.
وتطرق تقرير “بي بي سي”، إلى المجموعات الخاصة في فيسبوك والصفحات الإلكترونية التي تروّج لـ”التطوع” من أجل القتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، وكان لواحدة من هذه المجموعات أكثر من 20 ألف متابع.
وجاء في إحدى المنشورات: “نحن ثلة من الشباب الذين خدموا في الجيش، وحصلنا على عقد للقتال في صفوف الفرقة الخامسة. نرجو من أي عضو من أعضاء هذه المجموعة أن يساعدنا في التوجه إلى روسيا.”
كما جاء في منشور آخر، أن المتطوعين سيستلمون مبلغاً قدره 1500 يورو (1600 دولار أمريكي) شهرياً.
وجاء في المداخلة أيضا، أن “الحكومة الروسية ستتكفل بتحمل كل النفقات من مأكل وملبس، وإذا أصيب المتطوع في القتال سيمنح تعويضاً كبيراً”، وأن الروس سيمنحون “المتطوعين” مكافأة تبلغ قيمتها 50 ألف يورو (55 ألف دولار)، عندما تضع الحرب أوزارها كتعبير عن الشكر.
وقال أحد السوريين في مداخلة أخرى: “بالنسبة لي، قد أُقتل، ولكن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي هو توفير المال لولدي وزوجتي. سيكون الأمر مشابهاً لما جرى في ليبيا، إذ سنتقاضى المال ونسافر ونموت في بلد ليس بلدنا، ولكن ستكون لنا قبور في نهاية المطاف”.
تجارب سابقة
وكان الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، قد أعطى الضوء الأخضر لآلاف المقاتلين من الشرق الأوسط للانضمام إلى حربه في أوكرانيا، والتي بدأت في الرابع والعشرين من شهر فبراير/ شباط الماضي.
ونشرت مجلة “فورن بوليسي” الأمريكية في 26 مارس/ آذار الجاري، تقريراً تضمن تفاصيل “مذكرة سرية”، قالت إنها تكشف جلب مقاتلين سوريين إلى أوكرانيا، للقتال إلى جانب القوات الروسية.
وتضيف المجلة، أن بعض التقارير تقول إن قوة متقدمة من حوالي 150 من “المرتزقة السوريين” وصلت إلى روسيا خلال الأسبوع الماضي.
ولروسيا تجارب سابقة في نشر المرتزقة، إذ أن الصراع في جمهورية أفريقيا الوسطى في أواخر عام 2017، شهد تواجد مرتزقة فانغر الروسية تحت مسمى “مدربين عسكريين”. وتتهم هذه القوات بالاختطاف والاغتصاب والتعذيب والإعدام.
واستعانت “فاغنر” في حربها في أفريقيا الوسطى بجلب عناصر جديدة من الشرق الأوسط، خاصة من المناطق السورية الخاضعة لسلطة النظام السوري، والمناطق الليبية التي يسيطر عليها القائد العسكري خليفة حفتر، الحليف الرئيسي لموسكو،
وبحسب تقرير المجلة، فبدلاً من حملات التجنيد العشوائية السابقة التي جذبت المقاتلين السوريين من العاطلين عن العمل، يركز الاختيار الآن على الجنود السوريين النخبة المتمرسين في القتال، وخاصة أولئك الذين قاتلوا في العمليات العسكرية التي تقودها روسيا في بلدهم.