تشهد استراتيجية “محاربة إيران” من قبل إسرائيل تحولاً جذرياً، وسط حديث رسمي من قبل الأخيرة، عن انتقالها من مرحلة ضرب القوات الإيرانية في سورية، إلى عملية طردها وإنهاء وجودها بشكل كامل.
وبحسب ترجمة “السورية.نت” عن صحيفة “معاريف” اليوم الثلاثاء، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، نفتالي بينيت لصحفيين في إذاعة “إف إم 103” رداً على سؤاله عن استمرارية الضربات الجوية في سورية: “أجعلوا آذانكم مفتوحة.. سوف تسمعون وترون بأعينكم.. سنستمر بضرب إيران وانتقلنا من مرحلة إيقاف التموضع في سوريا بشكل واضح وجذري إلى أن نخرجها بشكل كامل”.
وأضاف بينيت: “الجيش عندنا، جنباً إلى جنب مع نشاطه في مكافحة (كورونا)، لا ينام ولا يهدأ، بل ينفذ عمليات أضخم بكثير من الماضي وبوتيرة أعلى بكثير من الماضي. وهو يحقق النجاحات في ذلك”.
وجاء حديث وزير الدفاع الإسرائيلي قبل ساعات من قصف إسرائيلي استهدف مواقع لنظام الأسد في محيط منطقة السيدة زينب قرب العاصمة دمشق، وذلك كأول ضربة تستهدف هذه المنطقة.
وقالت وكالة أنباء نظام الأسد(سانا)، أمس الاثنين، إن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب ثلاثة آخرين، بقصف من الطائرات الإسرائيلية، استهدف محيط منطقة السيدة زينب.
وأضافت الوكالة نقلاً عن مصدر عسكري: “الضحايا بينهم طفل، وهم من بلدتي الحجيرة والعادلية بريف دمشق الجنوبي”.
وبحسب الرواية التي نشرتها الوكالة، فإن طائرات إسرائيلية استهدفت بالصواريخ الأراضي السورية، من فوق الأجواء اللبنانية، ما أدى إلى وصول شظايا إلى البلدات المذكورة.
ويعتبر تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي بشأن استراتيجية “محاربة إيران” في سورية تحولاً جذرياً، يأتي بعد نحو أربعة أشهر من اغتيال قائد “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني، بضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد.
وتعتبر الضربات الإسرائيلية، أمس الاثنين، الثالثة من نوعها، منذ بدء أزمة “كورونا”، التي يعيشها العالم.
وفي فبراير/ شباط الماضي، كان وزير الدفاع الإسرائيلي، نفتالي بينيت، قد قال إن بلاده تهدف إلى إبعاد إيران من سورية خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة “جروزاليم بوست”: “لقد وضعت هدفا أنه خلال 12 شهراً يجب أن تغادر إيران سورية”.
وتابع بينيت: “ليس لدى إيران ما تبحث عنه في سورية.. إنهم ليسوا جيراناً، وليس لديهم أي سبب للاستقرار بجانب إسرائيل، وسنقوم بإخراجها من هناك في المستقبل القريب”.
وكشف عن تصعيد الهجمات الجوية الإسرائيلية على أهداف قال إنها لإيران في سورية.
مرحلة ما بعد سليماني
وكان معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب قد كشف، في كانون الثاني الماضي، النقاب عن تقرير خاص حول التقديرات الاستراتجية والتهديدات والتحديات وسيناريوهات الحروب التي قد تخوضها إسرائيل خلال عام 2020، وسط ارتفاع احتمالات المواجهة العسكرية بين تل أبيب وطهران عقب اغتيال أميركا قائد “فيلق القدس”، قاسم سليماني.
وتوقع طاقم معهد الأبحاث سيناريو اندلاع حرب على عدة جبهات بذات الوقت، مرجحاً إمكانية المواجهة العسكرية مع إيران أو مليشيات موالية لطهران في سورية والعراق.
واستبعد معهد الأبحاث إمكانية التهدئة طويلة الأمد مع قطاع غزة، حيث يقدر أن الجيش الإسرائيلي سيجد ذاته قبالة مواجهة عسكرية مع الفصائل الفلسطينية في غزة.
وفي جوهر التقييم والتقدير الإستراتيجي لعام 2020، والذي استعرضه عاموس يدلين، نائب رئيس معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، فإن “المجهول والمشهد الضبابي والتوتر بين قوة إسرائيل الواضحة والنجاحات الرائعة” في مختلف المجالات قد تكون مؤقتة وهشة، في ظل صراع الدول العظمى على تحديد هوية وملامح الشرق الأوسط الجديد.
تكثيف الضربات
وكثفت اسرائيل، خلال هذا العام، استهدافها مناطق عسكرية لنظام الأسد والميليشيات الايرانية، خاصةً في محيط العاصمة دمشق، ومحافظة حمص.
وفجر السادس من فبراير/شباط الماضي، استهدفت ضربات اسرائيلية، مواقع عسكرية للميليشيات الإيرانية، بمحيط مدينة الكسوة جنوب العاصمة السورية، وتحدثَ ناشطون، عن أنها استهدفت اللواء 75 قرب قرية المقيلبية غرب دمشق، ومواقع أخرى.
كما قصفت في 14 فبراير/شباط الماضي، الطائرات الإسرائيلية، مطار دمشق الدولي ومحيطه بخمس غارات جوية متتالية، بالإضافة إلى اللواء 91 التابع للفرقة الأولى في ناحية الكسوة.
كذلك أعلن الجيش الإسرائيلي، في 24 فبراير/شباط الماضي، قصف مواقع لمنظمة “الجهاد الإسلامي” في محيط العاصمة دمشق من الجهة الجنوبية.
وعادة ما تلتزم إسرائيل الصمت، بشأن هجماتها ضد أهداف إيرانية أو تابعة لنظام الأسد في سورية، ولكنها تتبنى أحياناً هذه الهجمات، مباشرة، أو بعد أشهر.