مرعي الرمثان..نسخة نوح زعيتر السورية أم بيدق “المخابرات العسكرية”
مهرب المخدرات الأشهر في الجنوب
“شخص خطير جداً والمطلوب رقم واحد للسلطات القضائية والأمنية والعسكرية في الأردن، دوره الأساسي إغراق الأردن بالمخدرات”.
بهذه الكلمات وصف الصحفي الأردني موفق كمال، مهرب المخدرات مرعي الرمثان في برنامجه “التحقيق انتهى”، الذي يعرض على منصات التواصل الاجتماعي لـ”صحيفة الغد” الأردنية.
ويضيف كمال في حلقة برنامجه المعروضة بتاريخ 18 أيلول / سبتمبر الماضي، أن مرعي الرمثان هو المسؤول الأول عن عمليات تهريب كافة أنواع المخدرات في الجنوب السوري إلى الأردن.
ويملك مستودعات تخزن المخدرات القادمة من جنوب لبنان والأراضي السورية، بالقرب من الحدود الأردنية.
وجميع من أمسكت بهم السلطات الأردنية وهم يحاولون تهريب المخدرات إلى الأردن عبر الحدود، يعترفون بأن الرمثان هو صاحب البضاعة،بحسب موفق كمال.
والمقبوض عليهم هم عبارة عن أشخاص عاديين، يدفع لهم الرمثان عشرة آلاف دينار أردني في حال استطاعوا إدخال الحمولة، وتسليمها في الجانب الأردني.
وعلى صعيد آخر، قدم “الرمثان ومن يقف خلفه”، تسهيلات لتجار المخدرات والعاملين ضمن مجموعاته منها:
- عدم الحصول على ثمن البضاعة إلا بعد بيعها بشكل كامل.
- مساعدة التجار في تكاليف الترافع القضائي في حال تم الإمساك بالبضاعة.
- الإنفاق على المقبوض عليهم في السجن وفي حال الإصابة.
- دفع تعويض مالي لعائلة العنصر في حال قُتل.
أنا رجل أمن
الرمثان من أكثر مهربي المخدرات شهرة في الجنوب السوري، واسمه يتم تداوله بكثرة على الصعيد الشعبي والشبكات الإخبارية المحلية.
ينحدر من قرية شعاب، ويلقب “أبو حمزة” وهو شيخ إحدى عشائر بدو السويداء المقيمين شرقي المحافظة.
توجد صورة واحدة للرمثان على منصات التواصل، نشرتها “السويداء 24”.
وكان اعتقاله على أحد حواجز النظام ثم الإفراج عنه، قد سَلط الضوء عليه بشكل كبير، وتناقلت وسائل الإعلام الأردنية والسورية المعارضة والشبكات المحلية خبر اعتقاله.
وقال الرمثان لشبكة “السويداء 24” إن حاجز العادلية على طريق دمشق السويداء أوقفه بسبب “تشابه أسماء” في 13 من كانون الأول / ديسمبر الحالي، وسُلم لـ”المخابرات الجوية”، ثم تدخلت المخابرات العسكرية وأطلقت سراحه في اليوم الثاني.
وأكد تبعيته لـ”شعبة المخابرات العسكرية” وأنه يقود مجموعة تتبع للشعبة.
ونشرت شبكات محلية مقطع مصور لأشخاص يطلقون النار في الهواء، قيل إنهم عناصر الرمثان وهم يحتفلون بخروجه من السجن.
واستنكر الرمثان تضخيم دوره في تهريب المخدرات، وهو لم ينكر تهريب المخدرات إلى الأردن:”لا انفي وجود تهريب مخدرات، لكن الإعلام يعمل على تضخيم دوري وكأنني أسامة بن لادن”.
وبرر تداول اسمه في وسائل الإعلام الأردنية بسبب اعترافات “خاطئة” لمهربين تقبض عليهم السلطات الأردنية، وأن أي شخص يعمل بالتهريب من درعا إلى التنف يزج اسمه في التهريب، لأنه “أصبح شماعة في هذا الملف” حسب تعبيره.
وأرجع هذه الاتهامات بسبب عمله مع الأجهزة الأمنية للنظام السوري، مدعياً أن مهمته حماية المنطقة، وأنه شخص لديه الكثير من الأموال وليس بحاجة للعمل في تهريب المخدرات.
علاقات واسعة
يتهم الرمثان بارتباطه الوثيق بأعضاء “حزب الله اللبناني”، العاملين في صناعة الحبوب المخدرة، وتهريب كافة أنواع المواد المخدرة، وخاصة نوح زعيتر.
ويعتبر زعيتر أحد أشهر تجار المخدرات المرتبطين بـ”حزب الله”، وصدرت بحقه العديد من الأحكام القضائية، أحدها حكم “المحكمة العسكرية الدائمة اللبنانية” في نيسان / أبريل 2021، بالأشغال الشاقة المؤبدة.
وشارك زعيتر علناً في المعارك ضد فصائل المعارضة السورية إلى جانب “حزب الله” في الزبداني وجرود القلمون، كما نشرَ صوراً لهُ في دمشق.
الموقع الجغرافي لقرية مرعي لعب دوراً مهماً في الاعتماد عليه في عمليات التهريب، كونه يعرف جغرافية المنطقة الحدودية، ويتزعم عشيرته وميليشيا مسلحة تتكون من عشرات المقاتلين.
ونشطت عمليات تهريب المخدرات إلى الأردن بعد سيطرة النظام على محافظتي القنيطرة ودرعا في العام 2018، وتجري بإشراف قوات النظام، وعلى رأسها “الفرقة الرابعة” التي يقودها ماهر الأسد شقيق رئيس النظام.
وأصبحت “الفرقة الرابعة” مؤخراً تشرف على معظم عمليات تهريب المخدرات إلى الأردن، بحسب ما ذكرته عدة تقارير وتحقيقات لوسائل إعلام عالمية.
في حزيران / يونيو الماضي، كشف تحقيق للمجلة الألمانية “دير شبيغل“، أن جميع صفقات المخدرات في سورية تتم بحماية نظام الأسد، كما تحصل “الفرقة الرابعة” على أموال من خلال شحنات المخدرات.
وقالت المجلة، إن “القيمة الإجمالية لشحنات المخدرات بلغت 5.7 مليارات دولار على الأقل عام 2021، أي ما يفوق الصادرات السورية القانونية بأضعاف كثيرة”.
“العملية الأكبر”..مقتل 27 مهرباً على الحدود الأردنية السورية