تعمل أطراف اللجنة “الرباعية” الخاصة بفتح مسار العلاقة بين تركيا والنظام السوري على وضع مسودة لـ”خارطة طريق”، رغم أن “المواقف ما تزال بعيدة”.
ومن المقرر أن تجري المناقشة الأولى لنص “الوثيقة” في الوقت القريب، بحسب ما قال السفير الروسي في دمشق، ألكسندر يفيموف.
وأضاف يفيموف لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية، اليوم الاثنين في تعليقه على آخر مستجدات العلاقة بين أنقرة ونظام الأسد: “من الصعب في غضون أسابيع أو أشهر قليلة استعادة ما تمّ تدميره لمدة اثني عشر عاماً”.
وتابع: “إذ ينتظرنا الكثير من العمل الشاق في هذا الاتجاه، ويجب الاعتراف بصراحة أن مواقف الطرفين لا تزال بعيدة عن بعضها بعضاً”.
واعتبر المسؤول الروسي أن “النتائج التي تحققت من اجتماعات اللجنة الرباعية إيجابية حتى الآن”.
لكنه أشار مستدركاً: “الطريق بغض النظر عن طوله، يبدأ دائماً بالخطوة الأولى، وغالباً ما تكون هذه الخطوة هي الأكثر صعوبة والأكثر أهمية”.
كيف ستتعاطى تركيا؟
ويسود ترقب في الوقت الحالي بشأن السياسية التي ستتبعها تركيا بخصوص الملف السوري، بعدما انتهت من انتخاباتها التاريخية بفوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكان أردوغان قد عيّن حقان فيدان في منصب وزير الخارجية التركي، ووضع خلفاً له في رئاسة الاستخبارات الناطق السابق باسم الرئاسة، إبراهيم قالن.
وفي أولى تصريحاته بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات أوضح قالن أنه “لا توجد اجتماعات مقررة حالياً على المدى القريب بين الرئيس التركي والأسد”.
وتحدث قالن عن “3 قضايا” تتعلق بسياسة تركيا المقبلة الخاصة بسورية، وفي مرحلة ما بعد فوز أردوغان بولاية رئاسية جديدة. وهذه القضايا هي “عودة السوريين”، “محاربة الإرهاب”، “استمرار مفاوضات اللجنة الدستورية السورية”.
من جانبه قال السفير الروسي في دمشق إنه يعتقد أن “إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان لفترة رئاسية جديدة يجب أن تكون عاملاً إيجابياً” في سياق العلاقة مع النظام السوري.
وقال: “آمل الآن بعد أن اختفى الضغط الانتخابي في الفترة الماضية، أن تكون القيادة التركية قادرة على إيلاء اهتمام أكبر لهذا الاتجاه من سياستها الخارجية”.
“على رأس ملفات فيدان”
وكانت صحيفة “تركيا” قد ذكرت، الأسبوع الماضي، أن سورية تتصدر الملفات التي سيعمل عليها وزير الخارجية المعين حديثاً، حقان فيدان في المرحلة المقبلة، وبعد تعيينه خلفاً لمولود جاويش أوغلو.
وقالت إنه “وبينما بدأ فيدان بتشكيل خارطة الطريق في السياسة الخارجية، يستعد الآن لخطوات جديدة يجب اتخاذها ولاسيما في القضية السورية”.
ووفقاً للمعلومات التي قالت الصحيفة إنها حصلت عليها “يعمل فريق خاص على 5 ملفات مهمة على تركيا التعامل معها في مجال السياسة الخارجية”.
ونوقشت الدراسات “الموجهة نحو الحلول” في موضوع “دور تركيا في حل المشاكل مع سورية واليونان وأرمينيا وليبيا والحكومة المركزية العراقية وإدارة شمال العراق”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الملف السوري وضع على رأس الملفات”.
ويجري الآن الإعداد لقواعد الاجتماع على مستوى القادة (أردوغان وبشار الأسد).
ووفق صحيفة “تركيا”: “تم الوصول في المفاوضات الأخيرة إلى مرحلة تحويل جدول عودة اللاجئين إلى وثيقة مكتوبة”.