مشاريع خدمية تُنعش بلدات قريبة من “خطوط التماس” في إدلب
منذ إعلان وقف إطلاق النار بين الجانبين التركي والروسي في آذار/مارس 2020، بواجه الأهالي عراقيل عدة في طريق العودة إلى المناطق القريبة من خطوط التّماس مع قوات الأسد في أرياف محافظة إدلب، نتيجة عدم توفر الخدمات الأساسية وتأهيل البنى التحتية المتضررة بحملة النظام وروسيا العسكرية الأخيرة على المنطقة.
وتحدّث فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيانات دوريّة، عن معاناة سكان “مناطق التّماس” مع قوات الأسد نتيجة تراجع الخدمات فيها، وتدهور البنى التحتية، ما يعرقل عودة عشرات العائلات القاطنة في مخيمات النازحين إلى قراها وبلداتها.
وعلى الرغم من محدودية المشاريع وعزوف عدد من المنظمات عن إطلاق مشاريع في تلك المناطق لقربها من “خطوط النّار”، تنفّذ منظمات مشاريع خدمية، تسهم بدورها في تحسين المستوى الخدمي وتركّز على الاحتياجات الرئيسية للسكّان، مقيمين ونازحين على حدٍّ سواء.
مشاريع تنشط من جديد
يوضح منير خطيب، رئيس المجلس المحلي في بلدة تفتناز، والتي تعتبر من البلدات القريبة من خطوط التّماس شرقي محافظة إدلب، أنّ “البلدة عانت خلال العامين الفائتين من عزوف المنظمات الإنسانية عن تنفيذ مشاريع خدمية، بسبب قربها من خطوط التّماس”.
وأضاف في حديثٍ لـ “السورية.نت” أنه “مع نهاية عام 2021 وبداية 2022 وبدء ظهور ملامح الاستقرار في المنطقة، بدأت المنظمات تنشط في البلدة، وكانت منظمة إحسان واحدة منها، من خلال إطلاق مشروع للصرف الصحي وتأهيل محطّة المياه في البلدة”.
إذ تعمل الفرق في منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية”، وهي إحدى مؤسسات “المنتدى السوري”، على مشروعي تأهيل جزء من شبكة الصرف الصحي ومحطة المياه في بلدة تفتناز.
وحول ذلك، يوضح خطيب أنّ “البلدة تعاني من تدهور شبكة الصرف الصحي بشكل كبير نتيجة تبعات النزوح والقصف على البلدة، وتنشغل فرق الصيانة بعمليات تسليك مستمرة لمصارف الصحي”.
ويشمل مشروع منظمة “إحسان” في بلدة تفتناز تأمين مجرى تصريف مياه الصرف الصحي لحي مستشفى “النور”، إلى جانب تأمين طاقة شمسية لمحطة المياه وتأهيلها.
ويشير رئيس المجلس المحلي في بلدة تفتناز، إلى أنّ واحدة من القطاعات الخدمية التي تأثرت بكون البلدة قريبة من خطوط التّماس هي “الكهرباء”، إذ إنّ القسم الشرقي من البلدة ما زال محروماً من وصول التيار إليه.
ومؤخراً بدأ المجلس المحلي بعملية ضخ المياه على منازل البلدة، إلا أنّ أزمة تعبيد الطرقات وتأهيل المتضرر منها ما زالت مهمّة شاقة نتيجة ارتفاع تكلفة المشروع، بحسب المجلس المحلي.
الوصول لخمس مناطق
يوضح وائل الصالح منسّق قسم “wash” (قسم المياه والصرف الصحي والنظافة العامة) في منظمة “إحسان”، أنّ “مشروعي الصرف الصحي وتأهيل محطات المياه يشملان خمس مواقع في محافظة إدلب”.
وتنتشر المشاريع على الشكل التالي: تأهيل محطّات المياه في كفروحين وسرمين وتفتناز ومحطة الدفاع المدني في مدينة إدلب، أما مشروع الصرف الصحي يغطي قرية الحمامة بريف جسر الشغور، وتفتناز وكفروحين.
ويلفت الصالح في حديث لـ”السورية.نت”، إلى أنّ “مشروع تأهيل محطّات المياه يندرج تحت رؤية المنظمة في تأمين مياه صالحة للشرب ونظيفة وبأقل تكاليف ممكنة، إذ يوفّر المشروع إلى جانب ترميم مباني المحطّات الأربعة، طاقة شمسية لتشغيل آبار المياه في المناطق التي يشملها المشروع”.
“المناطق الأشد فقراً”
يؤكد الصالح أنّ انتقاء مناطق مثل بلدتي “سرمين وتفتناز” وسابقاً “شلّخ وكتيان” في أرياف إدلب من قبل منظمة “إحسان”، لتنفيذ المشاريع المستديمة والمرتبطة بالبنية التحتية، يأتي من كونها قريبة من خطوط التّماس، على اعتبار أنّ هذه المناطق تضمّ الفئات السكانية الأشد فقراً في شمال غربي سورية.
ويختم محدثنا أنّ “غالبية قاطني هذه البلدات الحدودية مع خطوط التّماس هم ممن ضاقت بهم السبل في أماكن أكثر أمناً وغير قادرين على الإقامة في المدن الحدودية مع تركيا وذات العجلة الاقتصادية، بسبب تدهور حالهم المعيشي، لذلك كان من الضروري التركيز عليها لتنفيذ المشاريع الخدمية بما يشجّع عودتهم واستقرارهم”.