مشاريع لـ”ترميم” مدارس المخيمات..كيف حسّنت واقع التعليم؟
فرضت الحاجة إلى التعليم في مخيمات الشمال السوري، ظهور ما يعرف بـ”الخيمة التعليمية”، وكانت ملاذاً تعليمياً للطلاب القاطنين في الخيام لسنوات.
وبقيت الخيام التعليمية “حلاً مؤقتاً” لأزمة التعليم في المخيمات، حتى الوصول إلى إمكانية إيجاد مدارس تقليدية، تستقبل الطلاب بالصورة الطبيعية وتوفر بيئة تعليم مناسبة، وهو ما تسعى إليه منظمات تنشط بمجالات التنمية في مناطق شمال غربي سورية.
“الخيمة التعليمية”..ملاذ وحيد لألاف الأطفال النازحين في إدلب
وكانت “إحسان للإغاثة والتنمية” (أحد مشاريع المنتدى السوري)، واحدة من هذه المنظمات التي أطلقت في الأول من مارس/آذار العام الجاري، مشروعاً لترميم عدد من المراكز والنقاط التعليمية في 11 موقعاً في مخيمات ريف محافظة إدلب.
“الأطفال الأكثر ضعفاً”
يقول زاهر شقرة وهو قائد فريق تعليمي ميداني في “إحسان”، إنّ المشروع يهدف إلى توفير الاحتياجات القائمة على التعليم وحماية الطفل، والمياه والنظافة الصحية للأطفال الأكثر ضعفاً في منطقة شمال غربي سورية، إلى جانب مقدّمي الرعاية لهم.
ولفت في حديثٍ لـ”السورية.نت”، إلى أنّ اختيار الأماكن كان بعد مذكرة تفاهم مع المجالس المحلية ومديريات التربية في المنطقة، في المخيمات التي تغيب عنها المدارس ولا تصل العملية إلى أطفالها.
ويتركّز مشروع الترميم في معظمه في مخيمات النازحين، كما يستقبل أطفالاً من التّجمعات السكنية القريبة من المراكز التعليمية التي تكفلها “إحسان”.
وشمل المشروع 7 مراكز تعليمية في مخيمات “الفطيرة ودريغينة والمزرعة وأم القرى وخير الشام وبالا وبسرطون وصوران” بريفي إدلب وحلب، إضافةً إلى نقاط تعليمية في كل من مخيمات “كفرنبل والبركات وعائدون والدير الغربي” شمالي إدلب.
وتضم المراكز والخيام التعليمية، حوالي ألفين و289 طالباً وطالبة.
تفاصيل المشروع
عمل المشروع، بحسب شقرة، على بناء مدرسة كاملة في مخيم المزرعة قرب بلدة تلعادة شمالي إدلب، مع توفير باحة مبلّطة ودورات مياه، بعد أن كانت المدرسة عبارة عن خيام تعليمية فقط.
بينما في مخيمات “دريغينة وبالا وبسرطون”، شمل بناء 4 غرف صفيّة، بعد أن كانوا أيضاً خياماً وغرفاً صغيرة وفقاً لذات المتحدث، أما في مخيم “الفطّيرة” أحدث المشروع 4 غرف صفيّة جديدة استكمالاً لـ 3 أخرى قديمة، إلى جانب دورات مياه.
ويضيف شقرة: “في مخيم أم القرى قرب بلدة قاح شمالي إدلب، شمل المشروع بناء غرفة صفية وتجهيز أخرى بالإسمنت، أما في (خير الشام) فكان المشروع عبارة عن بناء 9 غرف صفية وسقف إسمنتي مع صيانة وترميم المرافق الصحية”.
وعن النقاط التعليمية، أوضح أنّ “المشروع شمل بناء غرف حماية بسقف “عازل”، وكذلك تزويدها بخيمتين إضافيات ومرافق صحية”.
ماذا قدم المشروع للعملية التعليمية؟
يقول مصطفى الشواخ، وهو مدير مركز “دريغينة” الذي شمله المشروع، إنّ “الواقع السابق للمركز التعليمي الذي كان مكوناً من خيم وغرفتين ينعكس سلباً على العملية التعليمية، وعلى التحصيل العلمي للطلاب، إذ إنّ الخيام لا تقيهم برد الشتاء ولا حرّ الصيف وكذلك الرياح، ما يجعلهم في حالة خوف وقلق دائمين سواء إدارة المدرسة أو الطلاب”.
“السورية.نت” في مخيمات إدلب المنكوبة..صور إثر عاصفة شردت النازحين أساساً
وقال نفس المتحدث لـ”السورية.نت”، إنه وعقب تنفيذ المشروع “صار لدينا سقف وجدران من الإسمنت تحمينا من البرد والأمطار خلال فصل الشتاء، وترد حر الصيف والرياح، وتمنع دخول الأصوات المزعجة إلى داخل الغرفة الصفية كما كان في السابق”.
ويوضح الشواخ أنّ “مشروع الترميم وفّر بيئة آمنة للطالب والمعلّم، وأتاح لهم التعليم واللعب والمرح والحماية من الظروف والتحديات التي كانت قائمة قبل تحسين ظروف المكان”.
وأشار إلى أنّ “السوية التعليمية تطوّرت بشكل ملحوظ بعد المشروع، ويتمثل ذلك من خلال تقدّم التحصيل التعليمي سريعاً لدى الطلاب، فضلاً عن غياب ظاهرة التسرّب المدرسي والتزام الطلاب بالدوام بشكل أفضل، وصار اليوم الطموح يتّجه نحو تطوير التعليم وانتقاء أفضل الطرق للعملية التعليمية”.
وتتحدث حليمة قنطار، مديرة مدرسة “خير الشام”، عن معاناة المدرسة قبل مشروع الترميم، والتي تتمثل بانخفاض المبنى وغياب السقف الإسمنتي، إذ تقول:”كان السقف عبارة عن عازل مشدود بالأسلاك لا يقي برداً ولا حراً، فضلاً عن الخطورة التي يسببها بحال انهار في أية لحظة”.
وتضيف قنطار لـ”السورية.نت”، أن “منظمة إحسان عملت منذ دعمها المركز على تهيئته ليكون بيئة تعليمية مناسبة، فضلاً عن تقديم جميع العناصر الأساسية للتعليم من مقاعد وسبورات ومدافئ وكتب وقرطاسية وإنارة”.
وتلفت إلى أنّ “الدعم المقدّم للمركز، انعكس إيجاباً على التحصيل العلمي للطلاب، ووفر لهم الراحة والأمان”.