صحيفة تتحدث عن “خطوات أولى” بعد مباحثات السعودية ونظام الأسد
نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر سعودية قولها إن المباحثات بين المملكة والنظام السوري سينتج عنها “خطوات أولى” لا تتعلق فقط باستئناف تقديم الخدمات القنصلية.
وأوضحت المصادر للصحيفة، اليوم الجمعة، أن هذه الخطوات والتي ستلي المباحثات “سينتج عنها أيضاً فتح أجواء الطيران بين البلدين”.
وكان مصدر سعودي قد أكد، يوم أمس الخميس، أن الرياض والنظام يجريان محادثات لاستئناف الخدمات القنصلية، بعد قطيعة دبلوماسية دامت 12 عاماً.
وقال المصدر لقناة “الإخبارية” السعودية إنه “في إطار حرص المملكة على تسهيل الخدمات القنصلية الضرورية للشعبين، فإن البحث جار بين المسؤولين في السعودية ونظرائهم في سورية، حول استئناف تقديم الخدمات القنصلية”.
ويعتبر هذا أول تصريح رسمي من قبل السعودية على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد.
وجاء في أعقاب تقرير نشرته وكالة “رويترز” نقلت فيه عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن النظام السوري والسعودية اتفقا على إعادة فتح سفارتيهما بعد قطيعة دبلوماسية دامت أكثر من عقد.
ونقلت “رويترز” عن مصدر قريب من دمشق، قوله إن الاتصالات بين السعودية والنظام السوري “اكتسبت زخماً بعد الاتفاق التاريخي لإعادة العلاقات بين السعودية وإيران، الحليف الرئيسي للرئيس بشار الأسد”.
وستمثل إعادة العلاقات بين الرياض ودمشق أهم تطور حتى الآن في تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الأسد، والذي نبذته العديد من الدول الغربية والعربية بعد حملة القمع الدامية التي شنها ضد المنتفضين على حكمه.
وقال مصدر ثان قريب من دمشق لرويترز إن الجانبين “يستعدان لإعادة فتح السفارتين بعد عيد الفطر”، وهو التاريخ الذي يصادف النصف الثاني من شهر إبريل/نيسان المقبل.
ووصفت الوكالة هذا التقارب بـ”الاختراق المفاجئ”، وهو ما قد يشير إلى الدور الذي لعبه الاتفاق بين طهران والرياض في حل أزمات أخرى في المنطقة.
“دور إيراني روسي”
في غضون ذلك قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن موسكو لعبت دور الوساطة في اتفاق عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والنظام السوري.
وذكرت، نقلاً عن مصادر مطلعة على المناقشات، أن روسيا توسطت في الاتفاق المبدئي حين زار رئيس النظام بشار الأسد موسكو الأسبوع الماضي، تبعها زيارة “مسؤولين بارزين” في النظام السوري إلى السعودية.
وأضافت الصحيفة في تقريرها أن الاتفاق، في حال التوافق عليه، “سيشكل خطوة هامة في إعادة دمج النظام السوري ورئيسه بشار الأسد بمحيطه”، وسيكون ملف تعويم النظام وإعادة إعمار سورية على جدول أعمال القمة العربية المقبلة المقررة في السعودية.
وأشار المصدر إلى أن “المفاوضين يهدفون إلى إبرام اتفاق قبل زيارة محتملة لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق، بعد عطلة عيد الفطر في أواخر نيسان. لكنهم حذروا في الوقت نفسه من احتمالية انهيار المحادثات”.
كما أوضح المصدر أن إيران “شجّعت النظام السوري على إبرام الاتفاق مع السعودية بعد أن وافقت بدورها على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع المملكة عقب توقف دام 7 سنوات”.
ووفق “وول ستريت جورنال” تريد المملكة “حل قضية المعتقلين السعوديين الذين سبق أن انضموا للمجموعات الجهادية في سورية”، بينما طلب النظام السوري من المملكة المساعدة في “قطع التمويل عن الفصائل المقاتلة في سورية”.