عرض مصدر في وزارة النفط في حكومة الأسد أسباب أزمة البنزين التي تشهدها المحافظات السورية، وتحدث عن عملية إغراق ناقلة نفط كانت في طريقها إلى سورية.
وقال المصدر لموقع “الاقتصادي“، اليوم السبت، إن استمرار أزمة البنزين مرتبط بصعوبة تأمين المادة بشكل مستمر ومتواتر، “نتيجة تشديد العقوبات الاقتصادية على سورية”.
وكشف المصدر (لم يسمه الموقع) عن إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على إغراق ناقلة نفط في أثناء قدومها إلى سورية، في البحر المتوسط.
ولم يحدد المصدر هوية الناقلة، لكن يرجح أنها تعود إلى إيران، والتي ترسل شحنات نفط إلى السواحل السورية، بين الفترة والأخرى.
وبالتزامن مع إغراق الناقلة، أشار المصدر إلى سبب آخر لأزمة البنزين، وهو احتجاز السلطات اللبنانية لشحنة نفط قادمة إلى سورية أيضاً.
وكانت وسائل إعلام لبنانية قد كشفت، مطلع الشهر الحالي، عن مصادرة السلطات اللبنانية شاحنة وصلت إلى قبالة السواحل اللبنانية، انطلقت من مصفاة للنفط في اليونان، كانت محملة بنحو 4 ملايين ليتر بنزين، عائدة لشركة سورية.
وتشهد مناطق سيطرة نظام الأسد أزمة محروقات، وخاصة مادة البنزين، منذ أكثر من شهر ، وتمثلت في وقوف المواطنين على طوابير محطات الوقود لساعات طويلة.
ونتيجة لذلك وصل سعر ليتر البنزين في السوق السوداء إلى ألف ليرة سورية، في حين يبلغ سعره المدعوم في المحطات 250 ليرة.
وكان نظام الأسد قد روّج، في الأيام الماضية، إلى قرب حل أزمة المحروقات، مع بدء العمل بمصفاة بانياس، بعد توقفها لأسابيع، من أجل أعمال “العمرة”.
لكن ما سبق لم يكن له أي أثر ملموس على الأرض حتى الآن، مع استمرار الازدحام على محطات المحروقات، للحصول على مادة البنزين.
بدائل النظام ومعابر لبنان
ومع تضييق الولايات المتحدة الأمريكية الخناق على نظام الأسد، بموجب عقوبات “قيصر” وتهديدها المستمر لأي دولة تمد له يد العون، تدور تساؤلاتٌ حول كيفية تأمين النظام لكمية المحروقات التي يحتاجها يومياً، والتي أرجعها الباحث الاقتصادي، مناف قومان، إلى عدة بدائل.
وتحدث قومان لـ”السورية. نت” في وقت سابق، بأن النظام كان يعتمد على أربعة أوعية لإمداده بالمحروقات، الوعاء “الأول كان يعتمد بشكل كامل على النفط في المنطقة الشرقية” التي كانت تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” إذ كان يتعامل مع التنظيم من خلال شبكة تجار.
ومع انخفاض هذا التعاون مع التنظيم أصبحت إيران المورد الرئيسي للمحروقات للنظام وخاصة في 2017 و2018، إذ “كانت طهران تمد النظام شهرياً بمليوني برميل نفط وفق الخطوط الائتمانية بين البلدين، لكن مع تشديد العقوبات الاقتصادية من قبل إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انخفض التوريد الإيراني في 2019، ليتحول النظام إلى العراق عبر البر إلا أن هذا الخط تقلص بعد تطبيق عقوبات قيصر”.
أما الخط الرابع لدى النظام، بحسب قومان، فهو الذي أطلق عليه اسم “خطوط متناثرة” عن طريق التهريب من لبنان عبر صهاريج من خلال حليفه “حزب الله”، إضافة إلى وصول باخر نفط ترسو في موانئ الساحل السوري أو لبنان كل فترة ستة أشهر.
وأوضح قومان أن كميات هذه الخطوط المتناثرة تنخفض وترتفع حسب الظروف الجيوسياسية والاقتصادية، سواء قدمت عن طريق إيران أم لبنان، معتبراً أن النظام ممكن أن يحصل على النفط عن طريق لبنان لكن بسبب غير ظاهر خوفاً من تعرض لبنان إلى عقوبات قيصر، إضافة إلى أن أمريكا تحاول السماح لبعض المافيات والشركات توريد النفط إلى النظام من خلال النظام لتخفيف حدة العقوبات كلما أبدى النظام جديته بالدخول في عمل اللجنة الدستورية.