مصرع “طباخ بوتين” يكشف المزيد عن “صراع السلطة” في موسكو
منذ إعلان مجموعة “فاغنر” تمردها على سلطة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في يونيو/ حزيران الماضي، ظهر للعلن وجود شرخ وصراع على الحكم في موسكو، أدى إلى الإضرار بمكانة بوتين وتقويض صورة روسيا وقواتها.
إلا أن الإعلان عن مصرع قائد “فاغنر”، يفغيني بريغوزجين، بتحطم طائرته في موسكو قبل أيام، كشف المزيد عن الصراع المستمر على السلطة في موسكو، بحسب تقرير لموقع “ميدل إيست مونيتور”.
“الثمن النهائي للتمرد”
وجاء في التقرير الصادر، أمس الثلاثاء، أن خطوة بريغوجين قوضت صورة روسيا وقواتها، وأدت، بشكل كبير ومباشر، إلى الإضرار بصورة ومكانة ودور الرئيس بوتين.
وأضاف أن مصرع بريغوجين بعد أقل من شهرين على التمرد يفتح باباً للتساؤلات، في ظل توجه أصابع الاتهام نحو بوتين.
وتابع: “يعتقد أن بريغوجين دفع الثمن النهائي لتمرده ضد الرئيس الروسي بعدما كان يتمتع بنفوذ كبير للغاية في عهد بوتين”.
لكن بعد التمرد “كان من المتوقع أن بريغوجين جعل من نفسه هدفاً رئيسياً للاغتيال”.
واعتبر أن مقتل بريغوجين وزملائه في “فاغنر” يؤكد قوة بوتين ومكانته، بعد أن أضعفه – على ما يبدو – التمرد ومستنقع حربه في أوكرانيا.
لافتاً إلى أن هذه حرب أصبحت استنزافاً لبوتين ولجيشه واقتصاد بلاده، ولا يجد مخرجاً مشرفاً منه.
وبحسب “ميدل إيست مونيتور” يمكن القول أن بريغوجين الملقب بـ”طباخ بوتين” مات ميتة “مقبولة”، أفضل من وفاة يفغيني نوزين، المنشق عن “فاغنر”، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
إذ تم إصدار شريط يظهر إعدامه عبر تحطيم رأسه باستخدام هراوة، وتفاخر بريغوجين حينها بأن “هذا الكلب مات مثل الكلب”.
وتساءل التقرير عن مستقبل جماعة فاغنر ومرتزقتها بعد أن فقدت قائدها، وهل يستخدمها بوتين في عمليات حروبه “القذرة” كما فعل في سورية وليبيا وبعض الدول الأخرى؟ وهي الآن تحت السيطرة المباشرة للكرملين.
علاوة على ذلك، من المحتمل أن يحاول عملاء المجموعة وغيرهم من المرتبطين بفاغنر التقرب من موسكو بدلاً من الميليشيا نفسها.
وعليه، “لن نضطر إلى الانتظار طويلاً لمعرفة تداعيات الاغتيال على الميليشيا وعملياتها وعلاقاتها مع الكرملين”.
وختم “سنكتشف أيضاً المزيد عن حقيقة وضع بوتين وديناميكيات الصراع المستمر على السلطة في موسكو على خلفية الحرب في أوكرانيا”.
تفاصيل سورية قبل الحادثة
في تقرير لها، أول أمس الاثنين، نقلت شبكة “CNN TURK” عن الصحفي الاستقصائي الروسي، أندريه زاخاروف، قوله إنه بعد التمرد العسكري في 24 يونيو/ حزيران الماضي، التقى فلاديمير بوتين وزعيم مجموعة “فاغنر” مرتين على الأقل.
وفي الاجتماع الثاني، عرض بوتين على صديقه القديم شرطاً مفاده أن بريغوجين “يمكن أن يكون مهتماً بالأراضي البعيدة مثل سورية وأفريقيا، ولكن لا ينبغي له أن يتدخل في الشؤون الداخلية لروسيا وأوكرانيا”.
وجاء في التقرير أنه بالرغم من أن الرئيس الروسي بوتين منح رئيس “فاغنر” الإذن بالعمل في الخارج، إلا أن وزارة الدفاع الروسية منعت تحركات المجموعة في سورية وإفريقيا.
وأضاف أن نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكوروف، كان في سورية قبل وقت قصير من تحطم الطائرة.
وعقب الزيارة المذكورة، طلب النظام السوري من مرتزقة مجموعة “فاغنر” مغادرة البلاد بنهاية شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، وفق الشبكة.
مشيرة إلى أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لم يتوقف عند هذا الحد، بل حاول منع الطائرات التي تستخدمها مجموعة “فاغنر” من الهبوط في دمشق.
وطلب شويغو من وزير الخارجية سيرغي لافروف إصدار الأمر المذكور عبر السفارة الروسية في دمشق، بحسب الصحفي الاستقصائي زاخاروف.
وبالتالي، فإن الطائرات المخصصة لمجموعة “فاغنر” من قبل وزارة الدفاع في جمهورية أفريقيا الوسطى لن تكون قادرة على استخدام الأجواء السورية.
علاوة على ذلك، تم بالفعل منع “فاغنر” من استخدام الطائرات الروسية لتوصيل الذخيرة والمرتزقة.