معركة الحدود السورية- العراقية.. تصريحات سياسية لا يقابلها تحركات
تصاعدت حدة التصريحات السياسية، خلال الأيام الماضية، من قبل سياسيي ما يسمى “محور المقاومة” حول تقارير إعلامية تتحدث عن معركة قريبة على الحدود السورية- العراقية.
ويجري الحديث منذ أسابيع عن تحركات أمريكية في الشرق السوري الحدودي مع العراق، عبر استقدام تعزيزات عسكرية، وسط الحديث عن قطع الحدود.
وذكرت تقارير أن “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة يجهز لعملية عسكرية ضد المليشيات الإيرانية شرق الفرات، بهدف السيطرة على الحدود السورية- العراقية.
إلا أن قائد قوة المهام المشتركة لعملية “العزم الصلب” في “التحالف الدولي”، الجنرال ماثيو ماكفارلين، نفى ذلك.
ورغم نفي واشنطن أي تحرك بهذا الاتجاه، أثارت تصريحات المسؤولين السياسيين الأخيرة جدلاً حول صحتها.
التحركات وتهديد المقداد
وزير الخارجية في حكومة الأسد، فيصل المقداد، تحدث عن هذه التحركات وهدفها من قبل الولايات المتحدة.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في دمشق أمس الأربعاء.
وقال المقداد إن “هدف الحشود العسكرية الأمريكية على الحدود مع العراق الضغط على الدولة السورية للتراجع عن مواقفها، وهو ما لم يتحقق”.
وأضاف: “الولايات المتحدة غير قادرة على تنفيذ تهديداتها، وإن أرادت أن تنفذ ما نسمع به عبر الإعلام فستواجه بصمود سورية”.
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الإيراني أنه “ليس بمقدور أي طرف أن يقطع الطرق التي تربط دول المنطقة”.
لكن تصريحات الوزيرين سبقها حديث للأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، عن تلك التحركات.
إذ اعتبر نصر الله أن المعركة “ستغير كل المعادلات” في حال اندلعت.
وقال إن “ما يشاع بأن الأمريكيين يريدون إغلاق الحدود السورية العراقية، مجرد أوهام ولن يسمح لهم بذلك”.
وأضاف في كلمة له قبل أيام، “إذا أراد الأمريكيون أن يقاتلوا بأنفسهم أهلاً وسهلاً، وهذه هي المعركة الحقيقية التي ستغير كل المعادلات”.
واعتبر أن النظام وحلفائه “قادرون ببساطة على تحرير شرق الفرات كما فعلوا في البادية”.
مضيفاً: “لكن المنطقة محتلة من قبل القوات الأمريكية والصراع هناك صراع إقليمي يمكن أن يتفاقم إلى صراع دولي”.
وجهة نظر عراقية
وكان رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، تحدث عن سبب التحركات الأمريكية الأخيرة على الحدود السورية- العراقية، معتبراً أنها تستهدف سورية وليس العراق.
وقال المالكي في لقاء متلفز على قناة “الشرقية”، الاثنين الماضي، إن هناك نية أمريكية لإغلاق الحدود بين سورية والعراق.
مشيراً إلى أن الخطة الأمريكية للوضع في سورية “لم تتضح بعد”.
وأضاف “نحن ندرك أن أمريكا تريد أن تقطع الحدود بين العراق وسورية.. ربما يكون الهدف إسقاط النظام السوري”.
وتابع “إذا ربطنا التحركات الأمريكية على الحدود، مع الحراك الشعبي الحاصل جنوب سورية (درعا والسويداء) ضد نظام الأسد، نستنتج أن هناك شيء ما يراد تنفيذه”، وفق قوله.
مردفاً: “عندما بقيت الحدود العراقية- السورية مفتوحة قبل سنوات استطاع النظام السوري أن يقاوم ويبقى موجوداً”.
واعتبر أنه “ربما هناك نية حركة ضد الجمهورية السورية لتغيير النظام وإسقاطه”.
وكانت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية تحدثت في منتصف الشهر الجاري عن “معلومات مسربة من مصادر أمنية في قاعدة عين الأسد الجوية، كشفت نية القوات الأمريكية إغلاق الشريط الحدودي مع سوريا غربي الأنبار”.
وتنتشر الميليشيات الإيرانية في شرق الفرات، وقرب الحدود السورية مع العراق.
وتعتبر مدينتا البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي، من المناطق التي تلقى اهتماماً خاصاً من طهران.
وذلك نظراً لموقعهما الجغرافي المحاذي للحدود العراقية.