شهد ريف محافظة السويداء الشرقي توتراً، خلال الساعات الماضية، جراء اشتباكات بين “الأمن العسكري” التابع لقوات الأسد، وبين ما يسمى “قوة مكافحة الإرهاب” في قرية امتان، ما أدى إلى مقتل قائد القوة، سامر الحكيم.
وتضاربت الأنباء حول سبب مقتل الحكيم، إذ قالت شبكة “السويداء A N S” المقربة من “قوة مكافحة الإرهاب”، إن “الأمن العسكري برفقة ميليشيات إيرانية هاجموا قرية خازمة مكان تواجد سامر الحكيم”.
وأضافت الشبكة، أن اشتباكات اندلعت بين الطرفين قبل انسحاب “قوة مكافحة الإرهاب” من القرية، بعد قيام الميلشيات المحاصرة للقرية بقصف منازل المدنيين.
وأوضحت الشبكة أن “مجموعة من ميلشيات إيران والأمن العسكري قامت بحصار الحكيم في قرية امتان، وقام بإطلاق النار على نفسه رافضاً تسليم نفسه”.
من جهتها نقلت شبكة “السويداء 24” عن مصادر محلية، أن الحكيم انسحب مع أفراد مجموعته نحو البادية، وكانوا يحاولون الوصول إلى قاعدة التنف، قبل وقوعهم في كمين جنوب شرق امتان.
وأكدت الشبكة أن اشتباكات دارت بين الحكيم وجماعته، وبين عناصر الأمن العسكري الذين أجروا عملية تمشيط في المنطقة.
وعقب ذلك وجد الأهالي جثة قالت الشبكة إنها تعود إلى الحكيم، عند دوار المشنقة وسط السويداء مع ورقة تحمل “عبارات تشفّي”، في حين تشير المعلومات عن “فقدان سبعة أو ثمانية أشخاص، من أفراد مجموعته، مع تضارب في الروايات حول مصيرهم”.
بدورها قالت شبكة “الراصد” المحلية، إن “الحكيم تم حصاره بالأمس مع عناصر من القوة في قرية خازمة أقصى الجنوب الشرقي للمحافظة، وبعد اشتباكات مع عناصر من المخابرات العسكرية وفصائل تابعة لشعبة المخابرات العسكرية، أجبر الحكيم على الانسحاب”.
وأضافت أن “المخابرات العسكرية طاردت الحكيم، حيث يوجد أنباء غير مؤكدة أنه أطلق النار على نفسه عندما وجد نفسه محاصراً كي لا يسلم نفسه”، مشيرة إلى أن “صورة الجثة التي وجدت عند دوار المشنقة توضح أن الحكيم قتل برصاصة في الرأس، ولا يوجد أثر لشظايا في جسده”.
من هو سامر الحكيم؟
في يوليو/تموز العام الماضي كانت الساحة الداخلية للسويداء قد شهدت إعلان تشكيل عسكري تحت اسم “قوة مكافحة الإرهاب“، وبالتزامن مع ذلك تم الإعلان أيضاً عن “حزب اللواء السوري”.
ووفقا لـ “مبادئ” حزب اللواء السوري، الذي أعلن عن إنشائه في تلك الفترة، فإنه “حزب سياسي غير مسلح، ويعتمد على العمل المدني في دعم قضيته وأهدافه”، ويتعاون مع “قوة مكافحة الإرهاب” على الأرض.
وحسب تحقيق لشبكة “الراصد“، العام الماضي، فإن “شخصاً من السويداء يقيم في فرنسا، هو العراب الرئيسي للمشروع، وتواصل مع مسؤولين أمريكيين في التحالف يطلب فيها منهم دعماً مالياً لتشكيل جناح عسكري لحزب سياسي”.
ونشرت الشبكة مراسلات بين الشخص، الذي لم تسمه ومسؤولين أمريكيين، أكد فيه أن الجناح العسكري مكون من 600 مقاتل في المرحلة الأولى وهدفه طرد ميلشيات إيران من الجنوب السوري.
وأشارت إلى أن “عراب المشروع داخل السويداء، سامر الحكيم، الذي كان من المتعاقدين مع جهاز الأمن العسكري (التابعة لنظام الأسد) في عهد العميد وفيق ناصر، حيث تم اختياره ليكون مسؤولاً عن تشكيل المجموعات المسلحة داخل السويداء، وقيادتها”.
ومنذ تشكيل “قوة مكافحة الإرهاب” وقعت اشتباكات بينه وبين قوات الأسد، كما هددت ميليشيات “الدفاع الوطني”، في أواخر يوليو/أيلول 2021، “حزب “اللواء” بـ”الضرب بيد من حديد”، واصفاً أفراده بـ”الهادفين لزعزعة الأمن والاستقرار في السويداء عموماً، وفي الريف الشرقي للسويداء بشكل خاص”.