ألقى طيران الاستطلاع التركي مناشير ورقية في محافظة إدلب طالب فيها الأهالي الموجودين في المنطقة بالوقوف مع الجيش التركي، وذلك بعد يوم من توتر شهده الطريق الدولي حلب- اللاذقية، والمعروف بـ”m4″.
ونشر ناشطون من إدلب على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً من المناشير اليوم الاثنين، وهي باللغتين العربية والتركية.
وشرح الجيش التركي أسباب وجوده في إدلب بالقول: “هدفنا منع اجتياح أو عمل عسكري على إدلب، وإعادة المدنيين الذين اضطروا للنزوح إلى منازلهم، وإحياء الحياة الاقتصادية في المنطقة”.
ودعا الجيش التركي في المناشير أهالي إدلب إلى مساعدته لـ”ضمان الاستقرار والأمان الدائم، وعدم تصديق أكاذيب المنزعجين من بيئة الهدوء والسلام في ادلب”.
ويأتي ما سبق، بعد يوم من توتر شهده طريق حلب- اللاذقية، بين المعتصمين والجيش التركي، إذ اشتبك الطرفان، ما أدى إلى مقتل شخصان، وإصابة خمسة آخرين.
وتخضع إدلب إلى تفاهمات تركية- روسية، تنص على وقف إطلاق النار وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي (M4).
لكن الدوريات حتى اليوم لم تسر بشكل كامل، بسبب اعتصام مجموعة من المدنيين على الطريق، ورفضهم لمرور الدوريات الروسية.
ويوم أمس الأحد اقتحم الجيش التركي مكان الاعتصام، مع ساعات الفجر، وأحضر جرافات عسكرية بهدف رفع السواتر الترابية، لكن المعتصمون حاولوا منعه، وفي أثناء ذلك قتل شخصان وأصيب خمسة آخرين، تضاربت الروايات حول هويتهم سواء مدنيين أم عسكريين.
ونشرت شبكة “الدرر الشامية” (المقربة من تحرير الشام)، تسجيلاً أظهر لحظة اقتحام عناصر من الجيش التركي لمكان الاعتصام، وهجوم العشرات من الجيش التركي على المعتصمين بالعصي، وسط تكبيرات من قبل المعتصمين وتبادل رمي الحجارة وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وألقى الجيش التركي القنابل المسيلة للدموع وفتح خراطيم المياه على المعتصمين، بهدف إبعادهم عن الطريق.
ولم يعلق الجانب التركي على التطورات في إدلب، حتى ساعة إعداد هذا التقرير، ولاسيما أنه يسير بمهلة روسية لتطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار، الموقع في موسكو، بين الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان والروسي، فلاديمير بوتين.
ومنذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، وحتى الآن لم تتمكن الدوريات المشتركة بين الروس والأتراك من إنجاز الدوريات على كامل طريق حلب- اللاذقية، الأمر الذي دفعهم لاختصارها حتى بلدة النيرب، التي تشهد الاعتصام.
يُشار إلى أن قوات من “مكافحة الشغب” التركية فضت اعتصام أهالي محافظة إدلب على أوتوستراد حلب- اللاذقية، الأسبوع الماضي، في أول ظهور لها داخل المحافظة، بعد اقتصار التعزيزات على عناصر الجيش التركي والقوات الخاصة (كوموندوز).