منذ اتفاق “التسوية”.. كم عملية ومحاولة اغتيال شهدتها محافظة درعا؟
أصدر “مكتب توثيق الشهداء في درعا” إحصائية حول عمليات ومحاولات الاغتيال التي شهدتها المحافظة، منذ سيطرة نظام الأسد عليها عام 2018 بموجب اتفاق “تسوية”.
وقال المكتب في بيان صادر، اليوم الخميس، إن قسم الجنايات والجرائم التابع له وثق ما لا يقل عن 1000 عملية ومحاولة اغتيال خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة من سيطرة النظام على المحافظة، مشيراً إلى الإحصائية لا تشمل الهجمات التي طالت حواجز وعناصر من نظام الأسد.
وبحسب التقرير، الذي يغطي الفترة من أغسطس/ آب 2018 إلى يونيو/ حزيران 2021، فإن عمليات الاغتيال طالت بشكل أكبر مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة، الذين انضموا إلى اتفاق “التسوية” ورفضوا التهجير نحو الشمال السوري عقب سيطرة النظام على درعا.
وأضاف أن مقاتلي المعارضة الذين انضموا لاتفاق التسوية انقسموا قسمين، الأول لم يلتحقوا بقوات الأسد عقب “التسوية”، وطالتهم 235 عملية ومحاولة اغتيال، أدت إلى مقتل 161 شخصاً، بينهم 18 قادة سابقين، وإصابة 61 آخرين بينما نجا 13 شخصاً منهم.
والقسم الثاني يشمل الذين وقعّوا على “التسوية” والتحقوا عقبها بصفوف النظام، حيث طالتهم 377 عملية ومحاولة اغتيال، 59 منها استهدفت قادة سابقين لدى المعارضة، أدت لمقتل249 شخصاً وإصابة 89 آخرين ونجاة 39 من محاولة الاغتيال.
ونوه “مكتب توثيق الشهداء في درعا” إلى أن عمليات الاغتيال طالت أيضاً مدنيين وناشطين سابقين لدى المعارضة، بمن فيهم أطباء وإعلاميين وصحفيين ومراسلين، والذين طالتهم 301 عملية ومحاولة اغتيال، أدت لمقتل 159 شخصاً بينهم وإصابة 102 آخرين ونجاة 40.
وكذلك طالت 30 عملية رؤوساء وأعضاء في المجالس المحلية الحالية أو السابقة “في نمط بارز جداً من محاولات استهداف العاملين في الإدارات المحلية”، بحسب التقرير.
مناطق الاغتيالات والأسلحة المستخدمة
تركزت معظم عمليات الاغتيال في الريف الغربي لمحافظة درعا، حيث سجل المكتب 606 عملية ومحاولة اغتيال في ريف درعا الغربي لوحده، ما نسبته أكثر من 60% من إجمالي إحصاء التوثيق، بينما وثق المكتب 155 عملية ومحاولة في مدينة درعا، ما نسبته 15% تقريباً من إجمالي التوثيق، وشهد ريف درعا الشرقي 239 عملية ومحاولة اغتيال ما نسبته 24% تقريباً من إجمالي التوثيق .
وحول الأسلحة المستخدمة، أشار المكتب إلى أن 755 عملية ومحاولة اغتيال تمت باستخدام الأسلحة النارية، و81 عن طريق الإعدام الميداني بعد الخطف، و18 عن طريق التعذيب قبل القتل، و127 من خلال عبوات ناسفة، و35 باستخدام قنابل يدوية وقذائف صاروخية.
ومنذ شهر تموز/يوليو 2018 وحتى الآن تعيش محافظة درعا في الجنوب السوري حالة من “روتين الاغتيالات”، ففي كل يوم تسجل حادثة هنا وأخرى هناك من الريف الشرقي إلى الريف الغربي.
ولا تقتصر على فئة دون غيرها، بل تطال مدنيين وعسكريين وأشخاص في مناصب إدارية.
واللافت أن الجهة المسؤولة عن هذه الحوادث لم تعرف هويتها، في ظل شكوك عن مسؤولية الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد، وأيضاً خلايا تتبع لتنظيم “الدولة الإسلامية”، والذي كان له نشاط عسكري في منطقة حوض اليرموك “الاستراتيجية”، حتى أواخر 2018.