منظمات إنسانية بإدلب: عشرات الإغاثيين قُتلوا ونزحوا..والخيمة باتت حلماً
شارك عشراتٌ من العاملين في المنظمات الإغاثية السورية، اليوم الثلاثاء، بوقفةٍ تضامنية، قدموا خلالها التعزية، بزملائهم الذين قُتلوا خلال الأسابيع القليلة الماضية، في حملات القصف التي شنتها قوات روسيا وإيران والأسد، في محافظتي إدلب وحلب.
ونظمَ الفعالية، التي أقيمت قرب باب الهوى شمال إدلب “تحالف المنظمات السورية غير الحكومية”، حيث حضرها العاملون والعاملات، في مختلف المنظمات الناشطة بتقديم الخدمات لمئات ألاف النازحين، وإغاثة المنكوبين، جراء الحملات العسكرية لروسيا وإيران والنظام، في محافظتي حلب إدلب.
وألقى مدير مكتب منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية”، بريف حلب، محمد عقيل قناص، كلمة افتتاحية، قدم فيها التعزية، بمقتل الناشطين في مجال الإغاثة، الذين لقوا حتفهم أثناء قيامهم بعملهم في إدلب وحلب، خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقال المتحدث، ومسؤولون بمنظمات إغاثية حضرت الوقفة، إن “عمال الإغاثة الذين يقدمون المساعدات للناس، باتوا اليوم بحاجة للمساعدة، فمن كوادر مؤسسة إحسان اضطر أكثر ٣٠٠ شخص للنزوح مع أسرهم، بينما ما يزال استهداف فرق الإغاثة مستمراً، ونحن اليوم نقف إجلالاً لأرواح زملاءنا الذين استشهدوا وهم على رأس عملهم في تقديم العون لأهلهم السوريين”.
وأكد المنظمون، في كلماتهم، علن أن “عدد النازحين من شهر ١٢ الماضي حتى اليوم، تجاوز ٩٤٨ بحسب الأمم المتحدة”، مشيرين إلى أن “نسبة الأطفال والنساء منهم أكتر من ٨٠ بالمية”.
ونوهوا إلى أن “معظم العائلات النازحة، التجأت لمأوى غير ملائم أو أماكن غير صالحة للسكن، والكثير منهم لم يجد حتى خيمة (..)الخيمة صارت حلم لكثير من العوائل النازحة”.
واعتبرت المنظمات الإغاثية، أن “تدهور الوضع الاقتصادي في البلد، يهدد السوريين بشكل عام والنازحين بشكل خاص، لتأمين الاحتياجات الأساسية للأسرة”، مؤكدين أن “المنظمات الإنسانية تبذل ما بوسعها لتقديم المساعدات للناس، ولكن حجم الاحتياج كبير والحاجة ماسة لدعم المشاريع الإغاثية”.
وفضلاً عن مقتل ناشطين إغاثيين، في إدلب وحلب، اضطر المئات من ناشطي المنظمات الإغاثية مؤخراً، للنزوح من المناطق التي كانوا يقيمون ويقدمون فيها خدماتهم، نتيجة الحملة العسكري الدموية، التي شنتها قوات روسيا وإيران والأسد، واشتدت حدتها، في فبراير/شباط الماضي.
وفي التاسع عشر، من الشهر الماضي، عقد “تحالف المنظمات السورية غير الحكومية” مؤتمراً صحفياً، في مدينة اسطنبول التركية، بهدف توجيه أنظار العالم إلى الكارثة الإنسانية التي تواجهها محافظة إدلب، وتحذير المجتمع الدولي من العواقب الوخيمة للتصعيد العسكري على المحافظة، من قبل النظام وحلفائه.
وخرج المؤتمر الصحفي، بجملة رسائل وتحذيرات، عقب استعراض الوضع الإنساني في إدلب، التي تعيش أسواء كارثة إنسانية في سورية منذ سنة 2011.
ووصف البيان الصحفي للمؤتمر، ما يجري في شمال غربي سورية بأنه “أسوأ أزمات الحماية”، خاصة فيما يتعلق بنزوح مئات الآلاف عن مناطقهم، دون مأوى ولا أدنى مستويات الحماية.
وتحدث عن نزوح أكثر من 900 ألف مدني، خلال الحملة العسكرية الأخيرة لقوات الأسد، 81% منهم من النساء والأطفال، تعرض معظمهم للتهجير أكثر من 3 مرات.
وقدّرت المنظمات قيمة التمويل المطلوب للاستجابة لأزمة النزوح الأخيرة بنحو 336 مليون دولار، لا يتوفر لدى الأمم المتحدة منها سوى 20% فقط (70 مليون دولار)، حيث يغطي المبلغ الحالي الاستجابة الأساسية، دون قدرته على تغطية التدخل الإنساني المتكامل الذي يحتاج له النازحون.
واستعرض المؤتمر الصحفي، بالأرقام والوقائع، معاناة نازحي الشمال السوري، في ظل ظروفٍ جوية سيئة، لافتاً إلى أن المخيمات الحالية مكتظة، وسط ندرة توفر المنازل، ما دفع معظم النازحين للمبيت في العراء وتحت الأشجار.