منظمات محلية في إدلب ترفض تعويم النظام عبر “مساعدات الخطوط”
في وقتٍ تبدي استنكارها لـ”تسييس ملف المساعدات الإنسانية” وتحويله لورقة ضغط سياسية بيد روسيا وحلفاء النظام، ترفض منظمات إنسانية عاملة في إدلب، تحويل مسار المساعدات الأممية، من المعابر الحدودية إلى “خطوط التّماس”، الأمر الذي تعتبره، تعويماً جديداً للنظام.
وضيّقت روسيا على المساعدات الإنسانية، عبر الضغط باتّجاه اعتماد آلية موازية لـ”مساعدات الحدود”، عرفت بـ”المساعدات عبر الخطوط”، قادمة من مناطق سيطرة قوات الأسد، التي لا تتجاوز نسبتها، 0.75% من إجمالي المساعدات العابرة للحدود”، بحسب تقرير سابق لـ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
ودخلت أولى قوافل المساعدات الإنسانية إلى إدلب، عبر الخطوط في شهر سبتمبر/أيلول من العام 2021، ووصلت أعدادها إلى تسعة على مدار أكثر من عام.
“معادلة غير مقبولة”
اعتبر محمد قنّاص، وهو مدير مكتب سرمدا في منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية”، إحدى مؤسسات “المنتدى السوري”، أنّ “المجتمع الدولي يحاول تعويم نظام الأسد عبر مساعدات الخطوط، التي يشرف على إدخالها من مناطق سيطرته إلى إدلب، مستغلاً حاجة الأهالي إليها”.
ويجد قنّاص في حديثٍ لـ”السورية.نت”، أنّ “موقف المنظمات المحليّة “مبدئي من كون أنّ النظام مجرم، وقتل ونكّل بالشعب السوري، على مدار أكثر من 11 عاماً، كما أنّ رغبة المنظمات تتفق مع الرغبة الشعبية الرافضة لتلقي المساعدات عبر نظام الأسد”.
ويقول ذات المتحدث، إنّ “قبول دخول المساعدات عبر النظام، معادلة غير مقبولة شعبياً، لأنّ الأهالي هنا ثاروا على النظام منذ سنواتٍ طويلة، وقبلوا التهجير على عدم العودة إلى طاعته، كيف يقبلون الحصول على مساعدات تحت إشرافه؟”.
ويشكك قنّاص في جودة المساعدات الإنسانية التي من الممكن أن تعبر من مناطق النظام، نظراً لتجاربه السابقة في إدخال المواد الفاسدة والرديئة.
وكان تقرير سابق لـ”الشبكة السورية”، أوضح أن “النظام السوري له تاريخ طويل ومثبت في نهب وتأخير وعرقلة إدخال المساعدات الأممية”.
“المساعدات لتحصيل مكاسب سياسية”
عبد الرزاق عوض، وهو مدير منطقة إدلب في منظمة “سيريا ريليف”، يقول إنّ “المنظمات المحليّة تطالب بشكل دوري، أن يكون ملف المساعدات الإنسانية بعيداً كل البعد عن التجاذبات السياسية، وأداة ضغط بيد النظام لتحصيل مكاسب سياسية في المنطقة”.
ويوضح في حديثٍ لـ”السورية. نت”، أنّ “النظام السوري، استخدم ملف المساعدات الإنسانية ورقة ضغط على السكان المدنيين في المناطق المحاصرة، وقبول تسييرها عبر الخطوط، هو إعادة ذات السيناريو لمنطقة شمالي غربي سورية”.
ويجدد عوض، مطلبه بـ”استمرار دخول المساعدات الإنسانية بشكل حيادي عبر المعابر الحدودية، كما في السنوات السابقة”.