اسطنبول..منظمات سورية تطلق نداءات لاحتواء كارثة إدلب
عقد “تحالف المنظمات السورية غير الحكومية” مؤتمراً صحفياً، اليوم الأربعاء، في مدينة اسطنبول التركية، من أجل توجيه أنظار العالم إلى الكارثة الإنسانية التي تواجهها محافظة إدلب، وتحذير المجتمع الدولي من العواقب الوخيمة للتصعيد العسكري على المحافظة، من قبل النظام وحلفائه.
وخرج المؤتمر الصحفي، الذي غطته عشرات المؤسسات الإعلامية، بينها “السورية.نت”، بجملة رسائل وتحذيرات، عقب استعراض الوضع الإنساني في إدلب، التي تعيش أسواء كارثة إنسانية في سورية منذ سنة 2011.
“أسوأ أزمات الحماية”
ووصف البيان الصحفي للمؤتمر، الذي عقدته مجموعة من المنظمات السورية في اسطنبول، ما يجري في شمال غربي سورية بأنه “أسوأ أزمات الحماية”، خاصة فيما يتعلق بنزوح مئات الآلاف عن مناطقهم، دون مأوى ولا أدنى مستويات الحماية.
وتحدث البيان عن نزوح أكثر من 900 ألف مدني، خلال الحملة العسكرية الأخيرة لقوات الأسد، 81% منهم من النساء والأطفال، تعرض معظمهم للتهجير أكثر من 3 مرات.
وقدّرت المنظمات قيمة التمويل المطلوب للاستجابة لأزمة النزوح الأخيرة بنحو 336 مليون دولار، لا يتوفر لدى الأمم المتحدة منها سوى 20% فقط (70 مليون دولار)، حيث يغطي المبلغ الحالي الاستجابة الأساسية، دون قدرته على تغطية التدخل الإنساني المتكامل الذي يحتاج له النازحون.
واستعرض المؤتمر الصحفي، بالأرقام والوقائع، معاناة نازحي الشمال السوري، في ظل ظروفٍ جوية سيئة، لافتاً إلى أن المخيمات الحالية مكتظة، وسط ندرة توفر المنازل، ما دفع معظم النازحين للمبيت في العراء وتحت الأشجار.
وكانت الأمم المتحدة أكدت في بيان لها، الاثنين الماضي، أن نحو 875 ألف سوري، معظمهم من النساء والأطفال، نزحوا بسبب هجمات قوات الأسد وروسيا وإيران، في إدلب وريفي حلب، محذرة من كارثة إنسانية تواجه المدنيين شمال غربي سورية.
رسالة إلى العالم الأصم
اعتبر البيان الصحفي لمؤتمر اسطنبول، الذي حضره ممثلون عن منظمات سورية، أن المجتمع الدولي يتجاهل أزمات سورية الإنسانية، وجاء في نصّه “يبدو أن سوريا خارج جدول الأعمال والاهتمام عندما يجتمع قادة العالم، حيث أن الأزمة في سوريا لا تحظى إلا بتغطية محدودة”.
واستعرض البيان أبرز التحديات التي تواجهها المنظمات الإغاثية شمال غربي سورية، وعلى رأسها الوصول للمدنيين، وفقدان الاتصال مع بعض العاملين في المجال الإنساني، وضعف التمويل وعدم مرونة المانحين، واستهداف المنشآت الصحية من قبل النظام وحلفائه.
كما حدد جملة من الفجوات، وعلى رأسها ضعف الاستجابة لأزمات النزوح المتكررة، وتعرض 280 ألف طفل في سن المدرسة للنزوح والتشرد، ووجود 185 ألف شخص بحاجة للمساعدات الغذائية، و280 ألف شخص بحاجة إلى مأوى بشكل عاجل.
وأطلقت المنظمات في ختام المؤتمر نداءات إلى المجتمع الدولي بالضغط على الأطراف المتحاربة من أجل وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات للمحتاجين لها، وإنشاء وحدات للاستجابة لحالات الطوارئ بالوقت المناسب.
و”تحالف المنظمات السورية غير الحكومية” هو مجموعة من 22 منظمة سورية تعمل على تقديم الخدمات الإنسانية، وتدعم ما يزيد على 20 ألفاً من العاملين في المجال الإنساني، داخل سورية وفي دول الجوار.
وكانت “مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان” أصدرت تقريراً، أمس الثلاثاء، قالت فيه إن قوات الأسد المدعومة من روسيا قتلت، خلال شهر فبراير/ شباط الجاري، ما لا يقل عن 100 مدني، بينهم 35 طفلاً و18 امرأة، في محافظتي حلب وإدلب.
وبحسب التقرير، الذي اطلعت عليه “السورية نت”، فإنه منذ مطلع العام الجاري قُتل ما لا يقل عن 298 مدنياً في إدلب وحلب، مشيراً إلى أن قوات الأسد مسؤولة عن 93% من حوادث القتل.