من المخيمات والمطاعم.. ظهور جديد للجولاني في إدلب
ظهر قائد ”هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، اليوم الأحد، في أحد المطاعم الشعبية في إدلب، وذلك في أحدث ظهور من سلسلة تحركات شبيهة قام بها خلال الأسابيع القليلة الماضية.
ونشر مقربون من “هيئة تحرير الشام” تسجيلات وصوراً للجولاني، خلال زيارته إلى أحد المطاعم الشعبية المختصة ببيع “الفول والحمص” في إدلب، واستماعه للمدنيين المتواجدين في المطعم، ومحاولته المساعدة في إعداد الطعام.
كما ظهر الجولاني، أمس السبت، في أحد المخيمات في الشمال السوري مع بعض الأشخاص، وبيده قلم ودفتر يسجل طلبات الأهالي.
وأثار ظهور الجولاني في المطعم ردود متباينة في الشمال السوري، إذ اعتبر الشرعي في “هيئة تحرير الشام”، مظهر الويس، أن “نزول قادة الجهاد إلى ميدان الناس ومعايشتهم لأحوالهم، والاستماع لهم خطوة مباركة وضرورية وينبغي أن تتحول لظاهرة”.
في حين سخر أشخاص من الصور، ونشر الباحث أحمد آبازيد صورة الجولاني وهو يبيع الفول، وعلق عليها “الرجل المناسب في المكان المناسب”.
الرجل المناسب في المكان المناسب pic.twitter.com/e7QQDVBlXK
— أحمد أبازيد (@abazeid89) August 2, 2020
واعتبر القيادي في فرقة “المعتصم” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري”، “الفاروق أبو بكر”، أن “الجولاني عدو الثورة، الذي أوهم جنوده ومناصريه أنه هدف مشروع للدول المعادية للإسلام، وأنه كان يتخفى خوفاً من استهدافه من قبل أعداء الجهاد والشريعة، يظهر بين الحين والآخر بمناطق مختلفة من إدلب”.
وتساءل أبو بكر “ما الذي تغير، هل لأنه لم يعد بشكل خطراً على تلك الدول، أم أن المسرحية انتهت وباقي منها المشهد الأخير؟”.
#الجولاني_عدو_الثورة الذي أوهم جنوده ومناصريه أنه هدف مشروع للدول المعادية للإسلام وأنه كان يتخفى خوفامن استهدافه من قبل أعداء الجهاد و الشريعة
يظهربين الحين والآخربمناطق مختلفة من إدلب
مالذي تغير هل لأنه لم يعد بشكل خطر على تلك الدول
أم أن المسرحية انتهت وباقي منهاالمشهد الأخير؟ pic.twitter.com/9xkPj4WvIh— الفاروق أبو بكر (@alfarookayoop) August 2, 2020
وعلى مدى السنوات الماضية، وخلال تحوله من قيادة “جبهة النصرة” التي كانت تتبع لـ”تنظيم القاعدة”، إلى “جبهة فتح الشام”، وصولاً إلى قيادته الحالية لـ”هيئة تحرير الشام”، كان ظهور الجولاني يقتصر على اللقاءات الإعلامية القليلة، للحديث عن آخر التطورات الميدانية والعسكرية.
لكن خلال الشهرين الماضيين، زاد نشاط الجولاني بشكل كبير، إذ لم يقتصر ظهوره على الشأن العسكري فحسب، وإنما كان لافتاً لقاءاته مع فعاليات مدنية وطبية، وفعاليات مدنية وشخصيات في الشمال السوري.
ويرى محللون أن تحركات الجولاني الأخيرة، ونشاط المتزايد يأتي في ظل إدراك “هيئة تحرير الشام” أن شعبيتها وحاضنتها متدنية جداً، خاصة بعد المعارك الأخيرة في إدلب، والتي ظهرت فيها ضعيفة ولم تدافع عن المناطق التي تسيطر عليها بفعالية، حسب الباحث في الجماعات الإسلامية، عباس شريفة.
وكان الباحث الأمريكي، سام هيلر ، اعتبر في حوار سابق مع “السورية. نت”، أن “أبو محمد الجولاني” ومنذ ظهوره في الساحة السورية أثبت جاهزيته للتأقلم مع الظروف المتغيرة الانسيابية، وقدرته على المناورة والالتفاف.
وتوقع هيلر أن تحركات “الجولاني” الأخيرة و”محاولته للتسويق لنفسه كشخصية سياسية عامة مثلها مثل التحركات التي سبقتها، إذ تنبع من قراءته للمشهد السوري، ومما يراه ضرورياً، لكي يتجاوز هذه المرحلة الحرجة ويصل للمرحلة القادمة”.