“من المسافة صفر”.. تعرف على مناطق الاشتباك الثلاث في غزة

يشهد قطاع غزة اشتباكات مكثفة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي الفصائل الفلسطينية، منذ انتهاء الهدنة مطلع الشهر الحالي، وسط تصاعد الهجمات الجوية والبرية لإسرائيل على القطاع ما خلف خسائر بشرية كبيرة.

وإلى جانب القصف اليومي من الطائرات الإسرائيلية ووقوع المزيد من القتلى في صفوف المدنيين والذين تجاوز عددهم 18 ألف شخص، تشهد ثلاثة محاور اشتباكات مكثفة بين الطرفين.

والمناطق، التي تعتبرها تل أبيب “معاقل لحماس” و”مناطق إطلاق الصواريخ”، هي: جباليا شمالي قطاع، وحي الشجاعية شرق غزة، وخان يونس في الجنوب.

وبينما يصرح المسؤولون الإسرائيليون أن الهدف من الهجوم على هذه المناطق هو القضاء على قادة “حماس”، يبدو أن المواجهات أخذت منحى أكثر تعقيداً بسبب “اشتداد المقاومة”.

جباليا

تقع مدينة جباليا في شمال قطاع غزة، وتقدر مساحتها بـ 18 كيلومتراً مربعاً، ويبلغ عدد سكانها 220 ألف نسمة، 116 ألفاً منهم يعيشون في مخيم جباليا الذي لا تتجاوز مساحته 1.4 كيلومتر مربع.

ويعتبر مخيم جباليا من أكبر المخيمات الثمانية في قطاع غزة، وتم تأسيسه بعد نزوح مئات آلاف الفلسطينيين من القرى في حرب 1948 التي تصفها إسرائيل بـ”حرب الاستقلال” بينما يطلق عليها الفلسطينيون “النكبة”.

وبعد “النكبة” شهدت جباليا صراعات مع إسرائيل، التي ارتكبت فيها عدة مجازر، فكانت مركز انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 والتي أطلق عليها “انتفاضة الحجارة”.

وخلال العقدين الماضيين ارتكبت إسرائيل عدة مجازر في المخيم، أشهرها عام 2004 عندما شنت عملية برية شارك فيها 100 دبابة وعشرات الطائرات، ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص.

وخلال الحرب الأخيرة في غزة، شهدت جباليا عدة مجازر كان أبرزها في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عندما استهدفت الطائرات الإسرائيلية حياً كاملاً ما أدى إلى وقوع 400 شخص بين قتيل وجريح.

وتحاول القوات الإسرائيلية منذ أسبوع التقدم براً إلى عمق مخيم جباليا، إلا أنها تلاقي مقاومة شديدة من قبل الفصائل.

وقال الجيش الإسرائيلي، قبل أيام، إن “الجنود من الكتيبة 931 التابعة للواء ناحال، يشتبكون مع مسلحين في جباليا”، مشيراً إلى وقوع قوة إسرائيلية في كمين.

من جانبها، قالت كتائب “القسام” في بيان لها، السبت الماضي، إن “مقاتليها يخوضون معارك ضارية مع القوات الإسرائيلية المتوغلة غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة من المسافة صفر”.

الشجاعية

يقع حي الشجاعية شرق قطاع غزة، وتبلغ مساحته أكثر من 14 كيلومتراً مربعاً ما يجعله من أكبر أحياء قطاع غزة.

وكان لحي الشجاعة دور كبير في الانتفاضة الفلسطينية عام 1987، وتحول إلى ساحة مواجهات بين الفصائل والقوات الإسرائيلية، أسفرت عن مقتل عناصر من الطرفين.

كما تعرض الحي إلى مجازر على مدى العقود الماضي، أبرزها عام 2003 عندما اقتحمته الدبابات الإسرائيلية بهدف اعتقال عدد من قادة “حماس”، ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً وإصابة واعتقال العشرات.

كما شهد مجازر في الحروب التي شنها الجيش الإسرائيلي على غزة، كان أبرزها عام 2021 عندما قتل أكثر من 75 شخصاً وأصيب المئات جراء القصف العشوائي الإسرائيلي.

ويشهد الحي اشتباكات عنيفة بين مقاتلي “القسام” وبين القوات الإسرائيلية التي تحاول التقدم تحت ذريعة أن الحي يُستخدم كـ “قاعدة لحماس”.

وقبل أيام نشر مقاتلو “حماس” تسجيلات من داخل الحي قاموا برصد ثلاث دبابات إسرائيلية قبل استهدافها.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قال في مؤتمر صحفي أمس، إن قواته تحقق “تقدماً في القتال، ونحاصر مواقع حماس في جباليا والشجاعية حيث توجد كتائب النخبة”.

إلا أن المحلل العسكري فايز الدويري، اعتبر أن تصريحه “رسالة داخلية للمجتمع الإسرائيلي ولا تجسد الواقع”.

واعتبر الدويري عبر قناة الجزيرة أن “المعارك تقع في الإطار الخارجي لحي الشجاعية، ولم يتم الوصول إلى عمقه حيث الكتلة السكانية والعمرانية، وشدد على أن المناطق التي دخلها من السياج تعد أراضي ميتة وفارغة؛ وصولاً إلى شارع بغداد”.

خان يونس

تقع مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة وتحدها مدينة رفح من الشرق وبحر غزة من الغرب، وتبلغ مساحتها نحو 55 كيلو متر مربع، ما يجعلها واحدة من أكثر المدن الفلسطينية كثافة بالسكان.

ويبلغ عدد سكان المدينة، حسب إحصائيات 2017، نحو 370.638 ألف شخص، واقتطعت إسرائيل مساحات واسعة من أراضي المدينة لبناء مستوطنات.

ومنذ التصعيد الإسرائيلي اكتظت المدينة بالنازحين من شمال القطاع، إذ وصلها خلال أيام أكثر من 400 ألف شخص.

وفي 16 من الشهر الماضي طلبت إسرائيل من سكان المدينة المغادرة، بعد إلقاء الجيش منشورات “تطالب السكان بإخلاء منازلهم”، أعقبه قصف بالدبابات.

وخلال الأيام الماضية ركزت إسرائيل قوتها في خان يونس جنوب القطاع، وقال مصدر بـ”كتائب القسام” لقناة “الجزيرة” إن “70% من قوات الاحتلال انسحبت من شمال القطاع، وإن العملية البرية الإسرائيلية تتركز حالياً بالجنوب”.

ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن مسؤول دفاعي إسرائيلي وصفه بـ”الكبير” أن “الهدف من العملية في خان يونس هو القبض على السنوار حياً أو ميتاً”.

ويعتبر يحيى السنوار رئيس حركة “حماس” في قطاع غزة، وتعتبره إسرائيل العقل المدبر لهجمات 7 أكتوبر (طوفان الأقصى).

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا