دخلت شاحنات تحمل مساعدات إنسانية من مناطق النظام السوري إلى محافظة إدلب، عبر معبر “ميزنار- معارة النعسان”، ما أثار جدلاً عن أهداف الخطوة ومآلاتها.
ونشر ناشطون من إدلب، اليوم الاثنين تسجيلاً مصوراً أظهر دخول الشاحنات، وبدا أنها ترفع علم “برنامج الغذاء العالمي”.
وقال “المركز الإعلامي العام” في إدلب إن الشاحنات عددها ثلاثة، وتحوي على “مساعدات غذائية”، مشيراً إلى أنها دخلت من معبر ميزنار غربي حلب الخاضع لسيطرة النظام إلى مناطق ريف إدلب الشمالي.
دخول 3 شاحنات تحوي مساعدات غذائية من معبر ميزنار غربي حلب الخاضع لسيطرة النظام إلى مناطق ريف إدلب الشمالي#MMC pic.twitter.com/nGeADMDPNT
— المركز الإعلامي العام MMC (@MMCSYR) August 30, 2021
ولم تتضح وجهة الشاحنات التي تحمل المساعدات الغذائية، والسبب الذي يقف وراء دخولها من مناطق سيطرة النظام السوري.
سوريا: مراسل الميادين: المعبر افتتح بمنطقة ميزناز – معارة النعسان وسيارات تحمل مساعدات غذائية دخلت ريف إدلب
— الميادين عاجل (@AlMayadeenLive) August 30, 2021
في المقابل تفاعل ناشطون مع الخبر، واعتبروا أن هذه الخطوة قد تكون “بداية تمهيدية” لتحويل خط دخول المساعدات من معبر باب الهوى الحدودي إلى المعابر الفاصلة بين مناطق سيطرة النظام السوري وسيطرة “هيئة تحرير الشام”.
وقال القيادي المنشق عن “تحرير الشام”، صالح الحموي عبر “تويتر” إن دخول الشاحنات من مناطق النظام السوري يشي بأن “تطبيق بند إدخال المساعدات عبر الخطوط وليس الحدود قد بدأ”.
وتابع: “هذا يعني أن روسيا بعد انتهاء 6 أشهر ستلغي معبر باب الهوى وتحصر دخول المساعدات من مناطق النظام”.
#خطير_جداً
دخول ثلاث شاحنات مساعدات ترفع علم الهلال الأحمر السوري من #حلب إلى المحرر عبر معبر #ميزناز وحمير الهيئة يصفقون لتوزيعها
بدأ تطبيق بند إدخال المساعدات عبر الخطوط وليس الحدود
وهذا يعني أن روسيا بعد انتهاء ٦ أشهر ستلغي معبر باب الهوى وتحصر دخول المساعدات من مناطق النظام pic.twitter.com/ARUwYeSbR2— أس الصراع في الشام (@asseraaalsham) August 30, 2021
من جانبه اعتبر الناشط الإعلامي، حيان أبو رشيد أن دخول الشاحنات يعتبر “حدثاً مفاجئ وغير طبيعي”.
حدث مفاجئ و غير طبيعي#إدلب
دخول ثلاث سيارات تحوي مساعدات غذائية من معبر "ميزناز" بريف #حلب الغربي الواقع تحت سيطرة قوات النظام باتجاه قرية "معارة_النعسان" بريف #إدلب الشمالي الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة— حيان أبو رشيد (@hayanhababa) August 30, 2021
وتعليقاً على ما سبق نشرت “حكومة الإنقاذ السورية” التي تسيطر على إدارة إدلب بياناً، قالت فيه إن دخول الشاحنات من مناطق النظام يأتي في إطار عملية “نقل مستودعات من مدينة حلب إلى إدلب”.
وجاء في البيان الذي نشر عبر “تلغرام”: “في الساعة الثانية ظهراً دخلت بضع شاحنات محملة بحصص غذائية من برنامج الغذاء العالمي إلى المناطق المحررة”.
وأضافت الحكومة أن “الشاحنات تتبع لمنظمة الغذاء العالمي، وهي 15 شاحنة تقوم بنقل 12 ألف حصة غذائية، ضمن خطة نقل مستودعات تتبع للبرنامج من حلب إلى إدلب”.
ونفت “الإنقاذ” المعلومات التي تفيد بأن عملية الإدخال تمت برعاية “الهلال الأحمر السوري”.
وتابعت: “الفعالية هي عملية نقل مستودعات برنامج الغذاء العالمي، وليست فتح معبر إنساني”.
دخول شاحنات تحمل مساعدات أممية من مناطق ميليشيات الأسد إلى شمال #إدلب عبر معرة النعسان ! https://t.co/ClTyUakIli pic.twitter.com/7As5wEoDZx
— ibrahim radwan (@ibrahim78197182) August 30, 2021
وهذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها شاحنات محملة بمساعدات إنسانية من مناطق سيطرة النظام السوري إلى محافظة إدلب، الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام”.
وبحسب ما يقول ناشط إغاثي في الشمال السوري فإن “شركاء برنامج المساعدات الأممي من المنظمات المحلية سيتولون استلام المساعدات وتوزيعها في الشمال السوري”.
ويضيف الناشط الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ”السورية.نت”: “الشركاء هم 6 منظمات إنسانية”، مرجحاً أن تكون خطوة دخول الشاحنات من مناطق النظام السوري “جس نبض” من أجل إدخال قوافل أخرى، بعيداً عن معبر باب الهوى.
على مرحلتين
ويأتي ما سبق بعد أكثر من شهرين تمديد مجلس الأمن الدولي آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر الحدود، وذلك لمدة 12 شهراً مقسمة على مرحلتين.
وفي التاسع من يوليو/ تموز الماضي اعتمد مجلس الأمن بالإجماع قراراً بشأن تمديد المساعدات عبر “باب الهوى”.
وسمح القرار حينها بتسليم عبور حدودي واحد لمدة ستة أشهر، مع إمكانية التجديد لستة أشهر أخرى “بناء على قرار الأمين العام للأمم المتحدة وشفافية إيصال المساعدات لكل الأطراف”.
ويعتبر تقسيم الإدخال على مرحلتين أمراً طالبت به روسيا، ولم تتضح تبعاته وتفاصيله حتى الآن.