قال وزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد إن “سورية قادرة على لعب دور في تقريب وجهات النظر” بين إيران ودول الخليج، في إشارة منه إلى استعداد النظام للعب دور “الوساطة”.
وأضاف المقداد في تصريحات له لقناة “روسيا اليوم“، اليوم الاثنين: “كل الدول العربية معنية بإصلاح العلاقات فيما بينها، ونحن ندعم الحوار السعودي الإيراني وندعو إلى تعميقه”.
واعتبر المقداد الذي وصل إلى العاصمة الروسية موسكو، أمس الأحد، أنه “لا يمكن للوضع أن يستقر في الخليج بدون تفاهم عربي إيراني”.
وأشار: “سورية قادرة على لعب دور في تقريب وجهات النظر بين إيران والدول الخليجية، بدلاً من حال العداء القائم”.
وهذه هي المرة الأولى التي يعلق فيها نظام الأسد على العلاقة المتوترة بشدّة بين إيران ودول الخليج، والتي أخذت في الأشهر الماضية منحى أكثر تصعيداً.
وتعتبر إيران أحد أبرز حلفاء نظام الأسد، وكانت قد قدمت له دعماً عسكرياً ولوجستياً، منذ العام الأول لانطلاقة الثورة السورية ضده في 2011.
في المقابل طرأ تحول في علاقة نظام الأسد ببعض الدول الخليجية، منذ منتصف العام الماضي، حيث اتجهت الإمارات والبحرين لإعادة تطبيع العلاقات معه، في وقت بقيت دول خليجية أخرى على ذات الموقف السياسي الذي اتخذته قبل تسعة أعوام.
وتحدث وزير خارجية الأسد عن “اتصالات بين سورية وعدد من الدول العربية لتجاوز المرحلة الماضية”، معبراً عن تفاؤله بشأن العودة إلى الجامعة العربية.
ولا يوجد إجماع حتى الآن على إعادة تفعيل مقعد سورية في الجامعة العربية، ورغم توجه بعض الدول لتنفيذ ذلك، إلا أن أخرى ما تزال تصر على موقفها الرافض، بينها قطر والسعودية.
وكانت الجامعة العربية قد علقت مشاركة سورية في اجتماعاتها عام 2011، نتيجة لعدم التزام النظام بقراراتها، فيما يتعلق بالمبادرة العربية حينها، لوقف عنف النظام في الشوارع التي كانت تشهد مظاهرات ضده.
وتطور بعدها الموقف العربي باتجاه فرض عقوبات اقتصادية، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي وسحب السفراء من دمشق.
إضافة إلى ذلك انخرطت العديد من تلك الدول في دعم المعارضة وقوى الثورة في سورية بعدة مستويات، سياسية وعسكرية وإغاثية، الأمر الذي كان يُظن حينها أنه سوف يكون عقبة في أي عملية إعادة للعلاقة ما بين تلك الدول ونظام الأسد.