تسعى إيران إلى تفعيل مسار محادثات “أستانة” حول سورية بعد انقطاعها عدة أشهر، حيث يجري وزير الخارجية الإيرانية، جواد ظريف، زيارة إلى روسيا حالياً لبحث ذلك.
وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، عقب لقائه ظريف في موسكو، اليوم الثلاثاء، أنه سيتم عقد لقاء بين ثلاثي أستانة (روسيا- تركيا- إيران) في مدينة سوتشي الروسية، خلال شهر فبراير/ شباط المقبل، مشيراً إلى أنه يجري التحضير حالياً لعقد الاجتماع.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني: “بحثنا العملية الخاصة بالتسوية السورية. صيغة أستانة تعمل وتؤكد ملاءمتها، وتحدثنا (مع ظريف) عن التحضير للاجتماع المقبل بصيغة أستانة ومن المقرر عقده في شباط هذا العام في سوتشي”.
وكذلك بحث ظريف ولافروف سير اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، المنعقدة حالياً في جنيف، وقال لافروف بهذا الخصوص إن “روسيا وإيران وشركاؤنا الأتراك في مسار أستانة يتابعون اجتماعات اللجنة الدستورية”، مضيفاً: “نحن مهتمون بأن تسير المفاوضات داخل اللجنة الدستورية بشكل صارم وفق الأجندة المتفق عليها”.
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إنه بحث مع نظيره الروسي التسوية في سورية، وقال: “على المجتمع الدولي دعم جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية وعدم عرقلة ذلك”.
يُشار إلى أن آخر اجتماع ضمن مسار “أستانة” انعقد بجولته الـ 15، في أبريل/ نيسان 2020، عبر تقنية الفيديو، وجمع حينها وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران، على أن يتم عقد لقاء فيزيائي بين رؤساء الدول السابقة في إيران، إلا أنه لم يتم حتى اليوم.
وانتهى الاجتماع السابق بنتائج وخطوط عريضة، وأبرزها بحث اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب والتطورات شرق الفرات، إلى جانب مناقشة العملية السياسية لحل الملف السوري، من أجل ضمان عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وتتمسك إيران بمسار “أستانة”، الذي تعتبر طرفاً فيه، على خلاف اتفاق “سوتشي”، والذي تم توقيعه فقط بين الجانبين الروسي والتركي، في أيلول 2018.
وبدأت عملية “أستانة” في يناير/كانون الثاني 2017، وبلغت محطاتها 15، ومن أبرز ما توصل إليه الأتراك والإيرانيون والروس فيها، هي مناطق “خفض التصعيد”، والتي سيطرت قوات الأسد عليها بشكل كامل، ما عد محافظة إدلب، والتي تعتبر منطقة “خفض التصعيد” الرابعة.