وصلت حصيلة الهجوم الذي استهدف حفلاً موسيقياً قرب العاصمة الروسية موسكو مساء الجمعة إلى 115 قتيلاً و100 مصاب، بينهم حالات خطرة.
وذكرت “لجنة التحقيق الروسية”، اليوم السبت، أن الحصيلة “مرشحة للارتفاع بسبب خطورة حالات المصابين”.
وتبنى تنظيم “الدولة الإسلامية” بفرعه المعروف بـ”خراسان” حادثة إطلاق الرصاص الدامية.
وقال الكرملين إن روسيا ألقت القبض على 11 شخصاً من بينهم أربعة مسلحين يشتبه في أنهم على صلة بالهجوم.
وفي أول خطاب له قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إنه “تم اعتقال المتورطين الأربعة الذين قتلوا الناس وهم يحاولون مغادرة روسيا باتجاه أوكرانيا”، على حد تعبيره.
واتهم الجانب الأوكراني بتوفير “منفذ للمهاجمين من أجل عبور الحدود”.
وجاء حديث بوتين بعدما متحدث باسم وكالة المخابرات العسكرية في كييف أن أوكرانيا ليست متورطة في هجوم إطلاق النار الذي وقع يوم الجمعة بالقرب من موسكو.
وأضاف لوكالة “فرانس برس” أن “التلميحات بوجود صلة أوكرانية لا علاقة لها بالواقع”.
وقال مسؤول أمريكي من جهته لوكالة “رويترز” إن الولايات المتحدة لديها معلومات مخابرات تؤكد إعلان تنظيم “الدولة الإسلامية” مسؤوليته عن الهجوم.
ما هو “داعش – خراسان”؟
ظهر “تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان” في شرق أفغانستان أواخر 2014 وسرعان ما ذاع صيته بسبب “وحشيته الشديدة”.
واستمد اسم “خراسان” من كلمة قديمة أطلقت على منطقة شملت أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان، وفق تقرير معلوماتي لـ”رويترز“.
عدد أعضاء التنظيم، وهو أحد أكثر التنظيمات الإقليمية التابعة للدولة الإسلامية نشاطاً شهد انخفاضاً منذ تسجيله أعلى مستوياته في 2018 تقريباً.
وجاء ذلك بينما ألحقت حركة طالبان والقوات الأميركية خسائر فادحة بصفوفه.
ما الهجمات التي نفذها؟
لدى داعش-خراسان تاريخ من الهجمات، بما في ذلك ضد المساجد، داخل أفغانستان وخارجها.
وفي وقت سابق من هذا العام، اعترضت الولايات المتحدة اتصالات تؤكد أن الجماعة نفذت تفجيرين مزدوجين في إيران أسفرا عن مقتل ما يقرب من 100 شخص.
وفي سبتمبر 2022، أعلن مقاتلو “داعش” مسؤوليتهم عن تفجير انتحاري مميت في السفارة الروسية في كابول.
وكانت الجماعة مسؤولة عن هجوم على مطار كابول الدولي في عام 2021.
وأدى ذلك حينها إلى مقتل 13 جندياً أمريكياً وعشرات المدنيين خلال عملية الإجلاء الأمريكية الفوضوية من البلاد.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال أكبر جنرال أمريكي في الشرق الأوسط إن “داعش – خراسان” يمكن أن تهاجم المصالح الأمريكية والغربية خارج أفغانستان “في أقل من ستة أشهر ودون سابق إنذار”.
لماذا يهاجم روسيا؟
في حين أن الهجوم الذي شنه تنظيم “داعش-خراسان” في روسيا يوم الجمعة كان بمثابة تصعيد كبير، إلا أن الخبراء قالوا إن الجماعة عارضت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السنوات الأخيرة.
وقال كولين كلارك من مركز سوفان، وهي مجموعة بحثية مقرها واشنطن: “لقد ركز تنظيم داعش في ولاية خراسان اهتمامه على روسيا على مدى العامين الماضيين، وكثيراً ما انتقد بوتين في دعايته”.
وأضاف مايكل كوغلمان، من مركز ويلسون ومقره واشنطن، أن “تنظيم داعش-خراسان يرى أن روسيا متواطئة في الأنشطة التي تضطهد المسلمين بانتظام”.
وتابع في حديثه لـ”رويترز” أن المجموعة تضم أيضاً بين أعضائها عدداً من المسلحين في آسيا الوسطى الذين لديهم مظالمهم الخاصة ضد موسكو.