بثيابٍ غير رسمية وصل نائب رئيس مجلس الوزراء، يوري بوريسوف، يوم أمس الأحد، إلى العاصمة دمشق، على رأس وفد “رفيع المستوى”، في زيارة لها أبعاد متعددة على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري في سورية.
وعلى الرغم من الزيارات المتكررة للمسؤولين الروس إلى سورية، على مدار السنوات الماضية، إلا أن الزيارة الحالية تختلف عن سابقاتها، من منطلق الشخصيات التي تتصدرها، سواء “بوريسوف” أو وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والذي لم يز دمشق منذ ثماني سنوات.
بوريسوف الذي نشرت صوراً عدة له في أثناء وصوله لمطار دمشق الدولي، كان قد التقى الأسد في سورية، في عدة مرات، كان آخرها أواخر العام الماضي، وناقش معه عدة ملفات، على رأسها مرفأ طرطوس، وعقد الإيجار الذي استولت بموجبه موسكو على المرفأ، لمدة 50 عاماً.
وبحسب ما رصدت “السورية.نت” على وسائل الإعلام الروسية والتابعة لنظام الأسد فإن الثياب غير الرسمية التي كان يرتديها بوريسوف (بنطال وقميص) في أثناء وصوله لدمشق، لها عدة دلالات وإشارات، ولاسيما أنها تناقض الصبغة الرسمية التي وُسمت بها الزيارة.
من هو بوريسوف؟
ولد يوري بوريسوف في 31 ديسمبر عام 1956 في فيشني فولوتشوك، وفي عام 1974 تخرج من المدرسة العسكرية التي تحمل اسم سوفوروف في مدينة كالينين (تفير حالياً).
وبحسب موقع وزارة الدفاع الروسية، خدم بوريسوف بين عامي 1978 و1998 في مناصب قيادية مختلفة في القوات المسلحة في الاتحاد السوفياتي، ومن ثم في روسيا الاتحادية.
وعمل مديراً عاماً لشركة “المركز التقني العلمي” مودول” لمدة ست سنوات، بين عامي 1998 و2004.
في آذار 2011 شغل “بوريسوف” منصب النائب الأول لرئيس اللجنة العسكرية الصناعية التابعة لحكومة روسيا الاتحادية.
وفي 15 تشرين الثاني عام 2012 تم تعيينه نائباً لوزير دفاع روسيا بمرسوم رئاسي.
زار “بوريسوف” العاصمة دمشق، في عدة مرات، والتقى خلالها الأسد، وكان يركز في حديثه على المشاريع والعقود الاقتصادية التي أبرمتها موسكو مع حكومة نظام الأسد.
ففي كانون الأول 2019 قال بوريسوف في تصريحات له: “في كل مرة عند القدوم إلى سورية، من الجيد أن نرى الحياة السلمية تجري استعادتها. لكن لا يزال أمامنا الكثير مما يجب عمله فيما يتعلق بالانتعاش الاقتصادي”.
وأضاف، حينها: “ناقشنا مع الرئيس الأسد بعض المواضيع المهمة وقبل أي شيء المواضيع المتعلقة بتحقيق المشاريع الكبرى التي ستستخدم في إعادة بناء الاقتصاد السوري، بما فيها مشاريع إعادة البنى التحتية للمطارات السورية والسكك الحديدية والطرق العامة”.
ومن المقرر بحسب ما ذكرت وكالة أنباء نظام الأسد (سانا) أن يناقش الوفد الروسي مع مسؤولي نظام الأسد، آخر المشاريع الاقتصادية، و”محاولات إنعاش الاقتصاد السوري، ولاسيما في ظل العقوبات الأوروبية والأمريكية”.
ووقعت روسيا مع نظام الأسد عدة اتفاقيات استراتيجية في مجال التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية السورية، واستخراج الفوسفات من مناجم الشرقية في تدمر.
كما تدخلت روسيا في الجانب الغذائي السوري، وأصبحت الدولة الأولى في تصدير مادة القمح، إضافة إلى الاتفاق مع نظام الأسد على بناء أربع مطاحن للحبوب في محافظة حمص، بكلفة 70 مليون يورو، ما يعني محاولة الروسي إخضاع أي حكومة مقبلة من خلال السيطرة على مادة القمح الاستراتيجية.
كما وقعت شركة ستروي ترانس غاز (CTG) الروسية الخاصة، مع حكومة النظام اتفاقية لاستئجار مرفأ طرطوس لمدة 49 عاماً مقبلة.