ميثاق حقوق الإنسان.. تحقيق العدالة الاجتماعية كأساس في الذكرى 75
يصادف العاشر من كانون الأول اليوم الدولي لحقوق الإنسان، نقف اليوم وقفة تعاضد وتكاتف ودعم لنتداول فيما بيننا إحياء الذكرى الخامسة والسبعين لولادة الميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي سنته الأمم المتحدة، والمتمثل بإعطاء الإنسان كامل حقوقه المتعددة في ألوانها ومزاياها وموادها، حقوقاً كاملة غير منقوصة ولا مجذوذة ودون مساومة عليها.
تتمثل هذه الحقوق بأحقية الإنسان المطلقة في احترام قدسيته وإنسانيته من الأمن والأمان والكثير من الطمأنينة، وتوفر له الرعاية التامة من حيث التعليم والصحة النفسية والمجتمعية، وسقف السكن الآمن، ليكون إنساناً فعالاً وفاعلاً في مجتمعه، دون إكراه ولا إجبار، إنساناً يعرف حقوقه المطلوبة من الحكومة الحاكمة.
فالخيط الأبيض للميثاق جاء ليبني الإنسان دون تفرقة بين عرق ولون وديانة ونهج، طاوياً خلف سجله كل أشكال التعصب و الإقصاء و النزاعات والتوجهات.
لكن ما يحصل الآن في دول الشرق الأوسط المنهكة بسبب الحروب والصراعات والنزاعات، جعل الإنسان فيها محارباً مهاناً، لا سلطة تحترم إنسانيته المباركة، وبات عرضة للجوع والفقر والذل والهوان ينهشه الحزُن والحَزن، وتُقلبه أكفُ الحوائج ذات اليمين وذات الشمال. فكان ذلك الإنسان وقود الحرب وبضاعتها المخضبة بالأسى حين قُتل وهُجّر وعُذّب وضاقت به الأرض بما رحبت، فتجرع سكرات التهجير، وشرب علقم أيام الجوع المريرة.
ليلاقي نفسه بنهاية المطاف في خيام على أرض جرداء لا تقي حر ولا تمنع برد، والتي نأت عن منحه أدنى مقومات الخصوصية وأقل درجات الأمن والأمان والاستقرار، وليقتات في رحلة شتاؤها وصيفها مساعدات من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، التي كانت مادة من مواد الميثاق العالمي لحقوق الانسان، حين تجلّت بوقوفها مع المجتمعات المنكوبة والبلدان التي أحرقتها نيران الصراعات الهوجاء، والتي حققت له الكفاف التام بعد أن باتت أرضه مناطق اشتباك ونزاع، وسدت رمقه، وبنت له مراكز تعليمية، ووفرت له متطلباته الأساسية من خبز وماء وتكفلت بأطفاله الذي قضوا نحبهم في هذه الحرب.
هذا العطاء يثبت الصواب المطلق في بناء صرح الميثاق العالمي لحقوق لإنسان. ولولاه لبات الجوع والشتات مقبرة لكل الدول المتصارعة، والتي التهمتها نيران الصراعات، فكم وكم نحن الآن بحاجة ماسة وملحة لتعاد للإنسان سيرته الأولى في دول الشرق المنكوبة، سيرته ورسالته في بناء الأرض الذي هو عصب الحياة فيها ومضمارها ومحورها!
المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت