سلط تقرير لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، اليوم الخميس، الضوء على واقع السوريين في تركيا، في ظل خطاب عنصري متصاعد ضدهم، ازدادت حدته مؤخراً من قبل أحزاب وشخصيات تركية، معارضة للحزب الحاكم في البلاد.
وأشار التقرير أن السلوكيات العنصرية التي يشهدها الشارع التركي ضد السوريين، تشمل حتى التركمان منهم، والذين نزحوا من سورية إلى تركيا، خلال السنوات الماضية، رغم أنهم يشاركون الأتراك اللغة والعرق.
والتقى الموقع بشاب سوري يدعى أحمد (35 عاماً)، وهو سوري- تركماني، كان يعيش في تركيا قبل مغادرته إلى هولندا في فبراير/ شباط الماضي.
وقال أحمد إنه تعرض “لمعاملة عنصرية من قبل أتراك”، مضيفاً “لقد تعرضت للمضايقة لكوني سورياً، رغم أنني تركماني وأتحدث التركية”.
وأشار أحمد إلى أنه كان من الصعب عليه علاوة على ذلك، العثور على وظيفة في تركيا، خلال العامين الماضيين، لأن “أصحاب العمل بدأوا يشيرون إلى أنني لا أستحق وظيفة لمجرد أنني من سورية”.
واعتبر الشاب، الذي ينحدر من حمص، أنه لو بقي في تركيا كان سيدرج اسمه في قائمة الأشخاص الذين سيتم ترحيلهم يوماً ما إلى سورية.
في حين أكد عادل وهو شاب (30 عاماً) يعمل مترجماً في تركيا حالياً، تعرضه للمضايقات رغم أنه تركماني، لكن يتم النظر إليه على أنه سوري بالنهاية.
ويفضل عادل السفر إلى أوروبا، ويقول:”لم يعد من الواقعي العيش في تركيا”، معتيؤاَ أن السوريين في تركيا “كبش فداء عن كل عمل سيء في هذا البلد”.
وقال عادل “المعاملة ضدنا تزداد قسوة كل يوم. لا أريد أن ينتهي بي المطاف في سجن النظام السوري، بسبب قتال بعض السياسيين الأتراك”.
وإلى جانب التركمان السوريين، أكد التقرير أن سوريين كُثر في تركيا، بدأوا البحث عن طريق لمغادرة هذا البلد، لعدم تحملهم “التصريحات والمشاعر المعادية للاجئين في المجتمع التركي”.
خطة “عودة السوريين” في تركيا.. “موانع عملية” وماذا عن التنفيذ؟
ويبلغ عدد السوريين في تركيا نحو 3.8 مليون، يقيم معظمهم في ولايات اسطنبول وغازي عنتاب وهاتاي وشانلي أورفا وأنقرة وكلس وغيرها، بحسب دائرة الهجرة التركية.
وتصاعدت مشاعر العداء وحملات الكراهية ضد ملف الوجود السوري في تركيا، مؤخراً، في تطورات سبق وأن قال باحثون إنها ترتبط بالحملات التي تقودها باستمرار أحزاب المعارضة التركية.
كما تشهد المدن التركية حالياً، خاصة الرئيسة، مثل اسطنبول وأنقرة، حملة أمنية موسعة ضد “المهاجرين غير الشرعيين”، حيث تشمل الإجراءات اللاجئين السوريين ممن يقيمون في ولايات أخرى، غير الولاية المسجلين فيها.