نشرت ميليشيا “فاطميون” التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني صوراً لمقاتليها داخل سورية، وهم يحييون ليالي ذكرى عاشوراء.
وتحدثت الميليشيا عبر حسابها الرسمي في تطبيق “تلغرام”، اليوم السبت أن مراسم إحياء الليالي تمت في السيدة زينب وسط العاصمة دمشق، وفي مناطق بريفي محافظة دير الزور ومحافظة حلب.
وأظهرت الصور تجمع عشرات المقاتلين داخل “الحسينيات”، وآخرين يعملون على تجهيز “ضيافة عاشوراء”.
من جانبها قالت وكالة “تسنيم” الإيرانية إن “مقام السيدة زينب بدمشق يستقبل في الوقت الحالي المؤمنين القادمين من سورية ومن خارجها لمواساتها وإحياءً للعزاء الحسيني”.
ونشرت الوكالة صوراً وتسجيلات مصورة أظهرت توافد المئات من الأشخاص إلى المقام، من أجل “إحياء العزاء الحسيني”، بحسب تعبيرها.
وبات ما سبق يأخذ زخماً أكبر مع توسع النفوذ الإيراني في سورية، والحديث عن مشروع تغيير ديمغرافي يهدف إلى توسيع المدّ الشيعي في المنطقة.
وتنتشر عشرات الميليشيات التي تدعمها إيران في سورية، وكانت قد ساندت نظام الأسد عسكرياً منذ مطلع أحداث الثورة السورية.
وتتفرع هذه الميليشيات إلى مقاتلين من الأفغان الشيعة تحت مسمى “لواء فاطميون”، وأخرى يطلق عليها “زينبيون”، وتضم باكستانيين شيعة.
لكن طهران تنفي ضلوعها في القتال بشكل مباشر إلى جانب قوات الأسد، وتقول إنها أرسلت مستشارين عسكريين فقط.
“رأس حربة إيران”
وشكلت ميليشيا “لواء فاطميون” رأس الحربة الإيرانية في الحرب السورية منذ عام 2012، حين أُدخلت إلى الساحة، بذريعة حماية المزارات الشيعية.
وتنتشر الميليشيا في عدة مناطق بسورية، وكانت قد اتجهت بين الفترة والأخرى إلى إحياء طقوس خاصة بها، آخرها كان في منطقة السيدة زينب في العاصمة دمشق.
وكان قد برز اسمها لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2012، في المعارك التي خاضها ضد قوات المعارضة السورية.
وبحسب الاعترافات التي أدلى بها بعض الأسرى الذين تم القبض عليهم، فإنهم كانوا يقيمون كلاجئين على الأراضي الإيرانية وإن حملة دعائية لتجنيدهم مع مغريات متنوعة كانت خلف قتالهم في أفغانستان، وفيما بعد في سورية.
وقبل أشهر كان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قد قال إن هنالك ما يقارب 2000 مقاتل في سورية من أصل 5000 آلاف، أتوا طواعية إليها من أجل قتال تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وجاءت تصريحات المسؤول الإيراني في مقابلة أجرتها قناة “طلوع” الأفغانية، أبدى فيها ظريف استعداد بلاده لتسليح المزيد من المقاتلين الأفغان ضد تنظيم “الدولة” في سورية، في حال موافقة الحكومة الأفغانية على ذلك، بحسب قوله.
وكشف ظريف تصريحاته الأخيرة عن وجود مقاتلين من دول أخرى منها العراق، دون أن يفصح عن هوية جميع الدول، قائلاً: “كان إخواننا يذهبون إلى سورية طواعية، بعضهم من العراقيين وبعضهم من دول أخرى، للمشاركة في الحرب داخل سورية”.
ووصف ظريف المقاتلين الأفغان بـ”الأفضل”، وأنهم ذهبوا إلى سورية، من أجل معتقداتهم.