تشهد حركة “أحرار الشام” خلافات واسعة في صفوفها، مع انقسام واضح ليس الأول من نوعه خلال السنوات القليلة الماضية.
البداية كانت مع إعلان عدد من الألوية وهم “لواء الإيمان”(محافظة حماة)/ و”لواء الخطاب”(سهل الغاب)، و”قوات النخبة” في لواء العاديات(سهل الغاب)، و”لواء الشام” (دمشق)، و”كتيبة الحمزة” (إدلب)”، عزل عامر الشيخ من موقعه كقائد عام للحركة وتعيين قائد جديد.
وفي بيان نُشر على معرفاتهم الرسمية، الثلاثاء الماضي، أعلنت هذه المجموعات تعيين يوسف الحموي الملقب بـ”أبو سليمان” قائداً عاماً للحركة.
وأكد البيان “نزع الشرعية من القيادة الحالية و”حل مجلس قيادة الحركة الحالي”، مرجعةً السبب إلى إخلال القيادة الحالية ببنود الاتفاق الموقع قبل عامين.
وأشار البيان إلى أن الحركة عازمة على التواصل مع من وصفتهم بـ”أبناء الحركة”، للعمل على تشكيل مجلس قيادي جديد وعودة الأمور إلى فترة أسمتها “ما قبل الانقلاب”.
وبعد ساعات أعلنت الكتائب العاملة في قطاع إدلب في الحركة تعليق عملها، وهي “لواء عمر الفاروق (إدلب)، كتيبة أنصار الحق (معرة النعمان)، كتائب أحمد عساف (بنش)، لواء فجر الإسلام (كفرومة).
وأرجعت السبب إلى “سياسة قيادتها في التعامل مع أبناء الحركة ورفض الاستماع لمشورة ونصح الغيورين عليها بما يحافظ على وحدتها وتماسكها”.
وحسب مصدر من داخل الحركة فإن الكتائب في قطاع إدلب تؤيد القائد الجديد، إلا أنها لم تفصح عن ذلك كونها متواجدة داخل مناطق “هيئة تحرير الشام” المؤيدة لقيادة الحركة مؤخراً.
ويبلغ عدد مقاتلي الحركة حالياً حسب المصدر، نحو 2500 مقاتل، 50% منهم يؤيدون القيادة الجديدة بقيادة يوسف الحموي.
وأشار المصدر إلى أن هناك استنفارات بين الطرفين في جنديرس وعفرين لكن دون تصعيد عسكري.
وفي أول تصريح ليوسف الحموي، قائد التشكيل الجديد للحركة، اعتبر أن “ما حدث في حركة أحرار الشام في اليومين الماضيين ما هو إلا عملية جراحية ضرورية كان لا بد منها، لإنقاذ الحركة من الموت في اللحظات الأخيرة”.
وقال الحموي عبر حسابه في “تويتر”، إنه “مع بداية العام المنصرم، تولى أبو عبيدة ونائبه قيادة الحركة، وبعد برهة من استلامه، أخل بالاتفاقيات التي تسلم بموجبها القيادة، بل وصل الأمر إلى التعدي على ثوابتها ومنهجها التي بُنيت عليه”.
أصل الخلاف
ويعود الخلاف في صفوف “حركة أحرار الشام” إلى أكتوبر/تشرين الأول 2020 عندما شهدت تمرداً داخلياً، قاده الجناح العسكري الذي تصدره النقيب “أبو المنذر” ومن خلفه القيادي السابق حسن صوفان (أبو البراء) وبين القيادة التي يتصدرها “جابر علي باشا”.
وبعد ثلاثة أشهر من النزاع، توصلت قيادات الجناحين في الحركة، إلى تعيين قائد جديد، هو عامر الشيخ الملقب بـ”أبو عبيدة درعا”، حيث ألغى لاحقاً “مجلس الشورى” الذي وقف ضد “التمرد الداخلي”، وأنشأ ما سماه “مجلس القيادة” وضم في صفوفه، أعضاء معروفون في ولائهم لحسن صوفان.
ومع تأزم الوضع داخل الجناح الرئيسي، شهدت الحركة انشقاقات عدة، كان أولها انشقاق 400 مقاتل في يناير/ كانون الثاني 2021، وكانوا يعملون ضمن “كتلة حمص”، وانضمامهم إلى “الجبهة الشامية”.
كما أعلن، في يوليو/ تموز العام نفسه، كلاً من “لواء بدر” و”لواء العباس” و”مجموعات الشرقي” في إدلب، و”تجمع حلب”، الانشقاق عن الحركة والانضمام إلى “الجبهة الشامية”.