وصف نظام الأسد، القصف الأردني المتكرر على مناطق في جنوبي سورية، والذي أدى فعلياً لمقتل مدنيين بينهم نساء وأطفال، بـ”العمليات العسكرية غير المبررة”، وذلك بعد خمسة أيام على مقتل 10 مدنيين، معظمهم أطفال ونساء في قرية عرمان جنوب شرق محافظة السويداء.
جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية في حكومة الأسد، اليوم الثلاثاء، أكدت فيه أن سلاح الجو الأردني هو من يقف وراء القصف على قرى السويداء جنوب سورية.
وأعربت الخارجية عن “الأسف الشديد” جراء الضربات الجوية، معتبرةً أنه “لا مبرر لمثل هذه العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية”.
وقالت في بيانها الأول من نوعه حول القصف الأردني، والذي جاء بعد أيام على سقوط 10 سوريين بهجوم جوي، إنها “تحاول احتواءها (العمليات) حرصاً منها على عدم التوتر أو التأثير على استمرار استعادة العلاقة الأخوية بين البلدين”.
واعتبر البيان أن التصعيد الأردني الأخير، السياسي والإعلامي والعسكري، خلال الأشهر الماضية “لا ينسجم إطلاقاً مع ما تم الاتفاق عليه بين اللجان المشتركة من الجانبين حول التعاون”.
وأشار البيان إلى أن نظام الأسد قدم مقترحات إلى الأردن بشأن “القيام بخطوات عملية من أجل ضبط الحدود”، إضافة إلى الاستعداد للتعاون مع المؤسسات الأردنية.
لكن عمان، حسب البيان، تجاهلت المقترحات، و”لم نتلق رداً عليها ولم تلق أي استجابة من الجانب الأردني”.
وذكر النظام الأردن بمسؤوليته وراء إدخال الأسلحة من الحدود والمقاتلين إلى سورية منذ سنة 2011.
وجاء في البيان “سورية تذكّر أنها عانت ومنذ عام 2011 من تدفق عشرات الآلاف من الإرهابيين وتمرير كميات هائلة من الأسلحة انطلاقاً من دول جوار ومنها الأردن”.
وتابع “ما أدى إلى سقوط آلاف الأبرياء وتسبب بمعاناة كبيرة للسوريين في مختلف مجالات الحياة وتدمير البنى التحتية”.
وكان عشرة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون من عائلتين، الخميس الماضي، جراء قصف جوي استهدف ريف السويداء الجنوبي.
وحسب شبكة “السويداء 24″، فإن مقاتلات حربية نفذت غارات جوية على الأحياء السكنية في بلدتي عرمان وملح بريف السويداء الجنوبي.
وشن الطيران الأردني، خلال الأسبوعين الماضيين، غارات جوية على السويداء جنوب سورية، ما أدى إلى وقوع قتلى، بينهم مدنيون.
ولم يعلن الأردن رسمياً مسؤوليته، إلا أن وكالة “رويترز” وشبكات محلية أكدا أن الطائرات الأردنية هي من نفذت الغارات.
وخلال الأشهر الماضية، نشطت عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية، وتحولت من محاولات تسلل وتهريب إلى اشتباكات مسلحة، بهدف اجتياز الحدود وبالقوة، وفق الجيش الأردني.
وشن مسؤولون أردنيون ووسائل إعلام، الأسبوعين الماضيين، هجوماً على نظام الأسد بعد تصاعد عمليات تهريب المخدرات.
وكان الناطق باسم الجيش الأردني، مصطفى الحياري، قال في لقاء تلفزيوني أن الأردن تواصل مع النظام في أكثر من مرة “لكن للأسف لم يؤت التواصل ثماره، وبالتالي نحن نمنع كافة أشكال التهريب وبالقوة”.