رسم البيان المشترك الذي صدر في أعقاب “القمة الأمنية” بين تركيا والعراق أمس الخميس معالم مرحلة جديدة على صعيد العلاقات بين البلدين.
وتضمن البيان المشترك عدة نقاط وتأكيدات، أبرزها تصنيف العراق لـ”حزب العمال الكردستاني” كمنظمة محظورة في البلاد، وهو ما رحبت به تركيا.
وجاء فيه أن “الجانبان تشاورا بشأن الإجراءات الواجب اتخاذها ضد التنظيم وامتداداته (حزب العمال)”، وأكدا على أنه “يمثل تهديداً أمنياً لكل من تركيا والعراق”.
وتقرر إنشاء لجان دائمة ومشتركة تعمل في مجالات: مكافحة الإرهاب والتجارة والزراعة والطاقة والمياه والصحة والنقل.
واتفق المسؤولون الأتراك والعراقيين على “بذل كافة الجهود لإنجاح الزيارة التاريخية المتوقعة لأردوغان إلى العراق”، وأعربا “عن أملهما أن توفر قفزة إلى الأمام في العلاقات الثنائية”.
وضم الوفد المشارك في القمة الأمنية من الجانب التركي وزيري الخارجية حقان فيدان والدفاع يشار غولر ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن ومنير قرال أوغلو نائب وزير الداخلية.
في المقابل ضم من الجانب العراقي وزيري الخارجية والدفاع، ووكيل وزارة الأمن الوطني، ورئيس “هيئة الحشد الشعبي”، ونائب مدير وكالة المخابرات، ووزير الداخلية في حكومة إقليم كردستان.
“نقطة تحول”
واعتبر كبير مستشاري وزير الخارجية التركي، نوح يلماز عبر حسابه الشخصي في “إكس” أن تركيا والعراق وبعد الاجتماع تجاوزا “التهديد المشترك” وقررا القتال سوية ضد “إرهاب حزب العمال ولأول مرة”.
وأضاف: “قرار سيكون نقطة تحول، وسوف نرى النتائج تدريجياً”.
Bağdat’ta yapılan toplantılarda, Irak ve Türkiye tehdit ortaklaşmasını da aşarak İLK DEFA PKK terörüyle ortak mücadele kararı aldı.
Dönüm noktası olacak bir karar!!!
Sonuçlarını tedricen göreceğiz!
— Nuh Yılmaz (@nuhyilmaz) March 14, 2024
وأوضح الباحث والصحفي التركي، ليفنت كمال أن “أنقرة تغلبت على عقبة سياسية مع بغداد بشأن حزب العمال الكردستاني”.
وأضاف أنها “مهدت الطريق لعملياتها في موسم الصيف بموجب المادة 51 من الأمم المتحدة وعلى أساس اتفاقية عام 1983 مع العراق”.
For possible summer operations, Ankara has thus overcome a political obstacle with Baghdad over the PKK. Turkey paved the way for its summer season operations under UN Article 51 and based on the 1983 agreement with Iraq. https://t.co/rjOQ11kwjt
— Levent Kemal (@leventkemaI) March 14, 2024
الكاتبة والصحفية هاندي فيرات من جانبها كشفت أن الأتراك يفكرون وبعد توصلهم لتفاهم مع العراقيين باتخاذ إجراءات عسكرية.
ومن هذه الإجراءات: سد الفجوة بين ميتينا وزاب تماماً، وإزالة منطقة غارا من كونها تهديداً، و “تطهير منطقة هاكورك”.
وأضافت فيرات أن تركيا تفكر أيضاً بـ”استمرار العمليات في قنديل، وتطهير منطقة آسوس التي تبعد عن الحدود التركية الفعلية حوالي 150-200 كيلومتر حيث يتمركز مقاتلو حزب العمال”.
الصحيفة أشارت ضمن مقالتها في صحيفة “حرييت” إلى أن العمليات المتوقعة والمقبلة على الحدود ستكون مشتركة، بمعنى بين الجانبين التركي والعراقي.
وقالت إنه و”في حال إنشاء مركز العمليات المشتركة الذي طرحته أنقرة سيتمكن البلدان من تحقيق نتائج أسرع ضد التنظيم الإرهابي”.
Minister of Foreign Affairs @HakanFidan met with his Iraqi counterpart Fuad Hussein in Baghdad.
Minister of National Defense Yaşar Güler, Director of the National Intelligence Organization (MİT) İbrahim Kalın, and Deputy Minister of Interior Münir Karaloğlu also attended the… pic.twitter.com/RbyJwtAQhx
— Turkish MFA (@MFATurkiye) March 14, 2024
“40 كيلومتراً”
وكان وزير الدفاع التركي، يشار غولر ألمح قبل أسبوع إلى مرحلة عسكرية مختلفة ستتبعها تركيا على طول حدودها الجنوبية، وخاصة مع شمال العراق.
وقال في تصريحات صحفية، إنه و”تماشياً مع الإطار الذي رسمه رئيسنا سوف نكمل الدائرة التي ستؤمن حدودنا مع العراق هذا الصيف ونزيل الإرهاب من كونه مشكلة”.
وأضاف: “إن نضالنا مستمر وفق خطة مدروسة منذ 5-6 سنوات، والآن تحتاج تركيا إلى الانتقال إلى مرحلة أخرى. أفكار رئيسنا وتوجيهاته تسير في هذا الاتجاه”.
وجاء حديث غولر بعد أيام من إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أنهم بصدد إتمام الطوق لتأمين الحدود التركية مع العراق.
وقال: “أوشكنا على إتمام الطوق الذي سيؤمن حدودنا مع العراق وخلال الصيف القادم سنكون قد قمنا بحل هذه المسألة بشكل دائم”.