نقلت الفن للمخيمات..قصة طفلة عفرين التي رُشحت لـ”جائزة السلام الدولية” (صور)
“أحلم أن يستعيد أطفال المخيم كافة حقوقهم”.. تقول الطفلة سيرين نعسان، وتنقّل ناظريها إلى خيام النازحين من حولها، قبل أن تصل إلى الخيمة، حيث سيكون الرسّم الذي جهّزته سيرين.
مراسل “السورية.نت” زار مخيم “حرش الزيدية” المطل على مدينة عفرين شمال غربي حلب، حيث رسمت الطفلة سيرين، فراشة سلام، على خيمةٍ مهترئة يشتكي قاطنوها من مشقة استبدالها، وخاصةً مع اقتراب الشتاء.
سيرين نعسان، حين جالت مخيمات مدينتها عفرين، قبل عامٍ، كانت تنوي أن تنقل ألحان الحياة والسلام، عبر آلتها “الجيتار”، على حدّ قولها، إلى أطفال المخيم، قبل أن تترشّح لجائزة السلام الدوليّة، من “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
سيرين (14 عاماً)، قادها شغفها بـ”الرسم والموسيقى”، بعد انتشار مخيمات النازحين في محيط عفرين، أن تنشط في الشأن الإنساني، وفقاً لحديثها لـ”السورية. نت”.
وتضيف: “لم أكن أتخيل أن أطفالاً لا يعرفون شيئاً عن الموسيقى، أو الألوان.. لكنهم مع الأسف موجودون في كل مكان في مخيمات النازحين”.
“موهبة مبكّرة”
بدأت موهبة الرسم والعزف لدى سيرين، مبكّرة بحسب حديث والدها مظلوم نعسان، في السنّ السابع لها.
ويضيف والد الطفلة لـ”السورية. نت”: “شعرت أن من الواجب دعم طفلتي سيرين، في موهبتها بالعزف والرسم.. لكن المكافأة كانت حين صبّت هذه الموهبة المبكّرة في النشاط الإنساني ووصولها إلى الترشّح”.
اتّجهت سيرين نحو آلة “الجيتار”، على خلاف والدها الذي امتهن العزف على آلة “البزق”، وهي آلة موسيقية تراثية في مدينة عفرين والمناطق الكردية عموماً. ويعلّق حول ذلك: “أردت أن تتنوع المواهب في المنزل وتركت لها حرية الاختيار، أنا أعزف على آلة شرقية، وطفلتي على آلة غربية”.
وحول بدء نشاط سيرين الإنساني، يقول مظلوم: “الفكرة بدأت بتشجيعي ووالدتها.. شجعناها على زيارة المخيمات، تشاهد الأطفال وتحس بمعاناتهم، والأهالي كذلك.. تدرك مدى حرمان الأطفال هنا، من حقوقهم وممارسة هواياتهم”.
“مسؤولية كبيرة”
تحكي السيدة إيفين، وهي والدة الطفلة سيرين لـ”السورية.نت”، عن “سعادة كبيرة غمرتنا” لدى تلقّيها خبر ترشّح ابنتهم سيرين لـ”جائزة السلام الدوليّة”.
تقول إيفين وهي مدرّسة لغة إنكليزية في مدارس مدينتها عفرين، إن “خبر الترشّح حمّلنا مسؤولية أكبر، اتّجاه سيرين، لتكثيف حصصها التعليمية سواء في العزف وكذلك الرسم، إلى جانب دعم نشاطها الإنساني في المخيمات”.
وتوضح والدة الطفلة في تتمة حديثها، أنّ “دعمنا كعائلتها كانت من ضرورة دور سيرين في تسليط الضوء على معاناة أطفال المخيمات والحروب عموماً، ونشر ثقافة السلام”.
“تطوير قدرات”
يقول مصطفى بكر، وهو أستاذ الموسيقى الخاص بالطفلة سيرين: “لاحظت موهبة وشغف لدى سيرين منذ تسجيلها في معهد آواز، ولذلك طلبت من عائلتها الاهتمام فيها أكثر”.
ويضيف في حديثٍ لـ”السورية. نت”: “علمنا بشأن المسابقة الدوليّة، ونجحنا في ترشيح سيرين للمسابقة، بعد تمكّنها من عزف مقطوعة احترافيّة كانت بمثابة مشروع قبولها في الجائزة”.
ويشير بكر، الذي يدير المعهد الموسيقي في مدينة عفرين، إلى أنّ “سيرين في الوقت الحالي في طور تطوير قدراتها أكثر على العزف والرسم، حتى تصل إلى الجائزة باستحقاق كامل”.
ويرى أنّ “أبرز مقوّمات ترشّح سيرين للجائزة هو جمعها بين عدد من الفنون، أبرزها العزف والرسم والغناء في آنٍ واحد، بجانب نشاطها الإنساني”.
بدورها، تختم سيرين حديثها لـ”السورية.نت”، إلى ضرورة “تحمّل دول العالم مسؤوليتهم في صون وحفظ حقوق أطفال سورية والعالم، بعيداً عن صراعات المصالح”.