أعلن الجيش اللبناني، أمس الاثنين، أن المسؤول في حزب “القوات اللبنانية”، باسكال سليمان، قد قتل بعد خطفه من قبل مسلحين في منطقة جبيل، ونقلت جثته إلى سورية.
وقال الجيش في بيان له، إن مديرية المخابرات أوقفت معظم أعضاء العصابة المشاركين في عملية الخطف، لافتاً إلى أنهم “من الجنسية السورية”.
وخلال التحقيق مع المتهمين، تبين أن سليمان قتل من قبل الخاطفين أثناء محاولتهم سرقة سيارته في مدينة جبيل بلبنان، ونقلت جثته إلى سورية، وفق البيان.
وأضاف أن قيادة الجيش اللبناني “تنسق مع السلطات السورية لتسليم الجثة، وتستكمل التحقيقات بإشراف النيابة العامة التمييزية”.
متابَعةً لموضوع المخطوف باسكال سليمان، تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف. وتبين خلال التحقيق معهم أن المخطوف قُتِل من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا.
تنسق قيادة الجيش مع… pic.twitter.com/QDnJWc5mTo— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) April 8, 2024
الدوافع غامضة
وكانت حادثة اختطاف المسؤول الحزبي باسكال سليمان، أثارت جدلاً في الأوساط السياسية بعد أن انكشفت تفاصيل العملية وكيفية اقتياده إلى الأراضي السورية.
وفي تفاصيل الواقعة التي حدثت أول أمس الأحد، تشير نتائج التحقيقات إلى أن عملية الخطف تمت أثناء مرور سليمان في بلدة حاقل قرب مدينة جبيل.
وأوضحت أن أربعة أشخاص مسلحين يستقلون سيارة “سوبارو” بيضاء أقدموا على خطف سليمان، في المنطقة الواقعة عند مفترق يربط بلدة لحفد بطريق ميفوق وحائل، وذلك أثناء عودته من تأدية واجب عزاء.
من جانبها، نقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر قضائي وآخر عسكري، أن السلطات اللبنانية أوقفت 7 سوريين يشتبه بضلوعهم في مقتل باسكال سليمان.
وأضاف المصدر العسكري أن النظام السوري سلّم الاستخبارات اللبنانية 3 مشتبه بهم.
وفيما يقول الجيش اللبناني إن دوافع الحادثة “مادية” وهدفها سرقة سيارة المخطوف، أثار مسؤولون لبنانيون احتمالات أن تكون الدوافع “سياسية”.
ويعمل باسكال سليمان منسقاً لحزب “القوات” في منطقة جبيل، التي شهدت إضراباً شاملاً بعد حادثة الاختطاف.
وألمحت جهات سياسية لبنانية إلى تورط “حزب الله” في الحادثة، إلا أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله نفى ذلك.
وقال في خطاب متلفز أمس الاثنين، إن حزبه “ليس ضالعاً” في عملية الخطف، معتبراً أن من يوجهون الاتهام إليه “يثيرون نعرات طائفية”.
أول تعليق من حزبه
تعليقاً على الحادثة، أصدر حزب “القوات” بياناً، قال فيه: “بعد أن تبلغنا بأسف شديد ووجع كبير وغضب لامتناهي نبأ استشهاد رفيقنا العزيز والغالي باسكال سليمان، نطلب من الأجهزة الأمنية والقضائيّة التحقيق الجدّي والعميق مع الموقوفين في هذه القضية”.
واعتبر الحزب أن “ما سرِّب من معلومات حتى الآن عن دوافع الجريمة لا يبدو منسجماً مع حقيقة الأمر”.
وأضاف أن الحادثة “نعتبرها عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس”.
ولاقت الحادثة استهجاناً كبيراً في الأوساط السياسية والشعبية اللبنانية، إذ ندد مسؤولون لبنانيون بمقتل سليمان، مطالبين الجهات المختصة بمحاسبة الجناة.
فيما تصدر هاشتاغ “باسكال سليمان” منصة “إكس”، وندد مغردون بحالة “الفلتان الأمني” التي تشهدها البلاد، على حد تعبيرهم.
من جهته، طالب رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، بـ “ضبط النفس”، وقال في بيان له: “في هذه الظروف العصيبة، ندعو الجميع إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات”.
وأضاف: “ندين ونشجب هذا العمل الإجرامي، ونتقدم بالتعازي من ذويه ومن حزب القوات اللبنانية، ونشدد على استمرار التحقيقات لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها”.