تعرضت مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، فجر اليوم الأحد، إلى هجوم بصواريخ باليستية سقطت في مواقع مختلفة واستهدفت القنصلية الأمريكية فيها.
وقال جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم, إنه و”في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل استهدفت مدينة أربيل بـ12 صاروخا باليستيا، كانت موجهة إلى القنصلية الأميركية في أربيل”.
وأضاف بيان الجهاز، أن القصف أسفر عن خسائر مادية فقط، مشيراً إلى أن “الصواريخ أطلقت من خارج حدود العراق وإقليم كردستان وتحديداً من جهة الشرق”، في إشارة إلى الحدود الإيرانية.
🚨أنباء عن سقوط عدة صواريخ باليستية على القاعدة الأمريكية في أربيل pic.twitter.com/bAmCV1mLKm
— الأحداث الأمريكية🇺🇸 (@US_World1) March 12, 2022
وأدانت الخارجية الأمريكية، في بيان لها، الهجوم الصاروخي على قنصليها في أربيل، ووصفته بأنه “عمل جبان”.
من جهتها نقلت وكالة “رويترز” وصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين وعراقيين تأكيدهم بأن الصواريخ انطلقت من إيران.
ودان رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الهجوم واعتبر أن “الاعتداء الذي استهدف مدينة اربيل العزيزة وروع سكانها هو تعد على أمن شعبنا”.
الاعتداء الذي استهدف مدينة اربيل العزيزة وروع سكانها هو تعدٍ على أمن شعبنا. تابعنا مع الاخ رئيس حكومة اقليم كردستان تطورات الموقف، وستقوم قواتنا الأمنية بالتحقيق في هذا الهجوم وسنتصدى لاي مساس بأمن مدننا وسلامة مواطنينا.
— Mustafa Al-Kadhimi مصطفى الكاظمي (@MAKadhimi) March 13, 2022
رواية إيرانية
وفي ظل عدم وجود تصريح إيراني رسمي حول الهجوم، إلا أن وسائل إعلام إيرانية قالت أن القصف استهدف “قواعد إسرائيلية سرية”.
وذكرت وكالة “فارس” الإيرانية بأن القصف استهدف مركزي تدريب للموساد الإسرائيلي.
وأكد التلفزيون الإيراني بأن “الصواريخ التي استهدفت مراكز الموساد في اربيل اٌطلقت من خارج العراق”.
التلفزيون الايراني: الصواريخ التي استهدفت "مراكز الموساد في اربيل" اٌطلقت من خارج العراق .
— محمد مجيد الأحوازي (@MohamadAhwaze) March 13, 2022
في حين قالت قناة “الميادين” إن “الهجوم جرى بأكثر من 10 صواريخ باليستية دقيقة نجحت في استهدف مقر استخباري وأمني إسرائيلي في محيط أربيل”.
وأضافت أن “الهجوم أدى إلى تدمير مقر الموساد على طريق مصيف صلاح الدين، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى من العملاء، وأن القصف لم يستهدف أي مركز عراقي أو أميركي”.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنل” الأميركية، عن مسؤولي أمريكيين أن الهجوم الصاروخي على أربيل ربما يكون “ردا على غارة جوية إسرائيلية في سورية، أسفرت عن مقتل اثنين من أفراد الحرس الثوري الإيراني”.
وكانت إيران أعلنت مقتل اثنين من ضباط “الحرس الثوري” الإيراني، بالقصف الإسرائيلي الذي استهدف محيط العاصمة دمشق، الأسبوع الماضي.
واتهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراء القصف الصاروخي، مشيرة إلى أن الأخيرة “ستدفع ثمن جريمتها هذه”.
في المقابل ذكرت قناة “الميادين“، نقلاً عن مصادر وصفتها بأنها “موثوقة”، بأن هجوم أربيل هو “رد على عمليات إسرائيلية سابقة ضد إيران انطلقت من كردستان العراق، ولا علاقة لها بالعملية الإسرائيلية الأخيرة في سورية”.
وأشارت المصادر إلى أن الرد الايراني على مقتل جنودها “سيتم في حينه”.
رسالة لواشنطن
ويأتي الهجوم الصاروخي بعد نحو 24 ساعة من إعلان مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، تعليق مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى.
وأرجع بوريل سبب توقف المفاوضات إلى وجود “عوامل خارجية”، في إشارة إلى المطالب الروسية.
وكانت روسيا طلبت ضمانات أمريكية مكتوبة بألا تؤثر العقوبات الغربية التي فرضت عليها إبان غزوها لأوكرانيا على تعاونها مع طهران في مجالات اقتصادية وعسكرية.
واعتبرت واشنطن المطالب الروسية بأنها “خارجة عن سياق القضية”، لعدم وجود رابط.
من جهتها دعت النائبة عن الحزب الديمقراطي الأمريكي، ألین لوریا، الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الانسحاب من المفاوضات مع إيران بعد الهجوم الصاروخي.
وقال لوريا عبر حسابها في “تويتر”: “إذا كانت التقارير عن هجوم إيراني على القنصلية الأمريكية في أربيل صحيحة، على إدارة بايدن الانسحاب من المحادثات لإحياء الاتفاق النووي مع طهران”.
I’m continuing to monitor reports of an attack on our consulate in Irbil.
If reports are accurate, the Biden Administration must withdraw its negotiations with Iran. We cannot re-enter a failed JCPOA to further empower Iran and threaten global security.
— Rep. Elaine Luria (@RepElaineLuria) March 13, 2022