كثرت التساؤلات والتحليلات حول الهدف من قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تعيين السفير الروسي لدى النظام، ألكسندر يفيموف، مندوباً خاصاً له في سورية.
وفيما رأى البعض أنها أولى خطوات بوتين للتخلي عن الأسد وتعيين “مندوب سامي” على سورية، متمثلاً بشخص يفيموف، ذهبت تحليلات أخرى إلى أن بوتين يسعى وراء ذلك إلى سحب الملف السوري من يد وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين، وحصره بيد الكرملين بشكل مباشر، تجنباً لصراعات داخلية.
إشراف مباشر من الكرملين
المعارض السوري محمد صبرا، عضو “هيئة التفاوض السورية” سابقًا، رأى في منشور له عبر صفحته في “فيس بوك”، أن قرار بوتين بتعيين مندوب خاص لتطوير العلاقات مع سورية أمر غير مرتبط بنوايا روسيا التخلي عن رئاسة الأسد، موضحاً أن الأمر يرتبط إلى حد كبير بما يحدث في موسكو، وليس ما يحدث في دمشق.
صبرا قال إن الملف السوري بين عامي 2011-2016 كان ممسوكاً من قبل وزارة الخارجية الروسية التي يقودها سيرغي لافروف، والذي يمثل أحد المافيات الثلاث التي تحكم روسيا (الخارجية- الدفاع- رئاسة الوزراء)، حسب تعبيره.
مضيفاً أنه بعد فشل اتفاق كيري- لافروف تم إبعاد لافروف عن الملف السوري وتسليمه لوزير الدفاع سيرغي شويغو، حتى بداية العام الجاري، “لكن فشل شويغو في تحصيل المكاسب الاقتصادية، خاصة قطاع النفط الذي أصبح تحت السيطرة الأمريكية، وإقرار قانون سيزر أدى لصراع كبير في موسكو حول الخسائر الروسية الاقتصادية في سورية”، مضيفاً أن “هذا الصراع أثارته مافيا مديفيديف (رئيس الوزراء الروسي السابق) وشركات الطاقة الروسية التي مولت مرتزقة فاغنر والفيلق السلافي وشركة موران”.
شطحات التحليل السياسي في تعيين يفيموف: قرأت كثيرا من آراء السوريين حول تعيين السفير الروسي في دمشق "ممثلا خاصا…
Posted by Mohammad Sabra on Tuesday, 26 May 2020
وهذا ما يفسر، بحسب صبرا، المقالات والتقارير الروسية التي انتقدت شخص بشار الأسد وحكومته، متهمةً إياه بالفساد وسوء الإدارة، مشيراً إلى أن “مافيا مديفيديف” كانت وراء هذه المقالات.
ويرى صبرا أن هذا الصراع بين المافيات الروسية الثلاث دفع الرئيس الروسي إلى حسم الأمر، وتسليم الملف السوري إلى شخص محسوب على الكرملين، بحيث ستتم إدارته من قبل الكرملين مباشرة.
وأضاف: “بوتين أدرك أن صراع المافيات الثلاث في موسكو أكثر عمقاً، وقد يكون له تداعيات أكثر خطورة. طبعاً لابد من التنويه أن بوتين يلعب دور الحكم بين المافيات الثلاث ويحافظ على توازن دقيق بينها”.
“خطوة نحو مصالحة عربية مع الأسد”
وفي السياق ذاته، رأى الخبير بشؤون الشرق الأوسط في المجلس الروسي للشؤون الدولية، أليكسي كلينيكوف، أن هدف بوتين من تعيين مبعوث ثانٍ له في سورية، هو توجه موسكو نحو تعزيز المسارين الدبلوماسي والاقتصادي وتغيير سياستها تجاه سورية، بعيداً عن العسكرة، المتمثلة بوزارتي الدفاع والخارجية الروسية.
كلينيكوف، قال في سلسلة تغريدات عبر حسابه في “تويتر”، إن الاتصال المباشر للكرملين مع الملف السوري تضع أمام روسيا صورة حقيقة عن مجريات الأحداث، مضيفاً أن “تعيين مبعوث آخر منفصل، يعني التركيز بشكل أكبر على قضايا أصبحت أكثر أهمية في سورية، وعلى رأسها الاقتصاد وإعادة الإعمار”.
وبحسب الخبير الروسي فإن المبعوث الجديد الذي عينه بوتين، ألكسندر يفيموف، كان يشغل سابقاً منصب السفير الروسي لدى الإمارات مدة 5 سنوات، ما يعني أن يفيموف قد يلعب دوراً في عودة العلاقات بين النظام والإمارات، وغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي، على حد تعبيره.
#Putin appoints Russian Ambassador to Damascus Alexander Efimov as #Russia's special envoy for developing relations with #Syria. The decree which establishes this new post was issued on May 25.
Moscow intends to enhance diplo/econ track of its Syria policy https://t.co/Bog0uvk4dL— Alexey Khlebnikov (@AleksKhlebnikov) May 25, 2020
وبات للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين مبعوثان خاصان إلى سورية، بعد المرسوم الجديد الذي أصدره أمس الاثنين، والذي قضى بتعيين السفير الروسي لدى سورية، ألكسندر يفيموف، كمبعوث خاص لتطوير العلاقات مع سورية.
مبعوثان خاصان لبوتين في سورية.. تعرف إليهما
وكثرت التساؤلات حول الأهداف التي تقف وراء المرسوم الجديد لبوتين، ولاسيما أن الخطوة تأتي على الرغم من وجود مبعوث روسي له، وهو ألكسندر لافرنتيف، والذي تصدّر في جميع الجولات السياسية، الخاصة لسورية، في السنوات الماضية، وبشكل أساسي محادثات “أستانة” ومسار “سوتشي”.