هدوء في إدلب وسجال في مجلس الأمن حول “حراس الدين”
شهدت إدلب وريفها في الشمال السوري هدوءاً حذراً، خلال الساعات الماضية، بعد توقف المعارك بين “هيئة تحرير الشام” وبين “فصائل جهادية” منضوية ضمن غرفة “فاثبتوا”.
وبحسب معلومات “السورية. نت” فإن الطرقات الواصلة بين مدينة إدلب وريف إدلب الغربي، مروراً بقرى عرب سعيد وأرمناز واليعقوبية، فتحت وأصبحت سالكة وآمنة أمام حركة المدنيين، بعد إغلاقها خلال الأيام الماضية.
وجاء ذلك عقب وقف إطلاق النار بين الهيئة والفصائل، بعد اتفاقات ثلاثة نصت جميعها على وقف إطلاق النار في ريف إدلب الغربي، وخاصة منطقة عرب سعيد وسهل الروج ومناطق الحمامة واليعقوبية، ومنع التنظيم من نشر الحواجز وإخلاء مقراته.
وتزامن ذلك مع سجال بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، حول التنظيم في مجلس الأمن، بحسب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مسؤول غربي.
وبحسب المسؤول فإن “مداولات أولية في مجلس الأمن، أظهرت خلافاً في رأي بين دبلوماسيي البلدين، إذ إن الجانب الروسي يريد استعجال إدراج حراس الدين في قوائم مجلس الأمن، مقابل حذر دبلوماسيين أميركيين من أن يكون ذلك ذريعة لشن عمل عسكري من قوات الحكومة السورية بدعم روسي ضد بعض الجيوب في ريف إدلب لقتال فصائل المعارضة بدل الإرهابيين”.
وأضاف المسؤول أن “المقاربة الأميركية تقوم على ضرورة التوصل إلى تصور شامل لمحاربة الإرهاب والإجراءات المسموحة ذلك، وأن يكون التصنيف الدولي أحدها وليس الوحيد”.
وبحسب الصحيفة، فإن الروس طرحوا مبادرة إدراج تنظيم “حراس الدين” في قوائم مجلس الأمن للتنظيمات الإرهابية، إلا أن أمريكا رفضت ذلك قبل التوافق على آلية محاربة.
وتأسس تنظيم “حراس الدين”، في شباط/فبراير 2018، بعد أن تفكك الفرع الأصلي لتنظيم “القاعدة” في سورية، حيث اندمجت سبع مجموعات متشددة في إدلب ومحيطها، انضمت إليه 10 تشكيلات أخرى كانت أغلبها تجمعات محلية صغيرة أو منشقة من فصائل أخرى.
وتتسم كل الفصائل المنضوية للتشكيل الجديدـ بعلاقات مباشرة أو غير مباشرة مع تنظيم القاعدة.
ويضم التنظيم العديد من “الشخصيات الجهادية” مثل أبو بصير البريطاني، وأبو أنس السعودي، وحسين الكردي، وأسماء أخرى معروفة في المشهد الجهادي، ومعروفة بولائها لتنظيم القاعدة.
وأدرجت الولايات المتحدة الأمريكية التنظيم على قائمة الإرهاب، وقائده فاروق السوري، المعروف بـ “أبو همام الشامي”، في أيلول الماضي.
وعرض فريق التواصل التابع للخارجية الأمريكية، في أيلول الماضي، جائزة نقدية تصل إلى خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن ثلاثة شخصيات في التنظيم هم سامي العريدي، وأبو همام الشامي، وأبو عبد الكريم المصري (مصري الجنسية)، وهو عضو في مجلس الشورى.
ويأتي ذلك في ظل تصعيد “تحرير الشام” ضد “حراس الدين”، وسط تحليلات بأن الهيئة تريد القضاء على التنظيم من أجل تقديم نفسها كلاعب محلي معتدل يمكن التحاور معه.