هل أطلقت إيران يد وكلائها رداً على استهداف قنصليتها بدمشق؟
بعد خفض التصعيد لأكثر من شهرين، عاودت المليشيات العراقية المدعومة من إيران استهداف القواعد الأمريكية في سورية، عبر إطلاقها خمسة صواريخ باتجاه قاعدة لـ”التحالف الدولي” في منطقة الرميلان السورية.
وذكرت وكالة “رويترز“، اليوم الاثنين، أن خمسة صواريخ على الأقل انطلقت من بلدة زمار العراقية، استهدفت قاعدة أمريكية في الرميلان، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وتأتي هذه الحادثة بعدما أوقفت الجماعات المدعومة من إيران استهدافها للقواعد الأمريكية في سورية والعراق، إذ لم يسجل البنتاغون أي هجمات منذ 2 فبراير الماضي، باستثناء هجومين “صغيرين” في سورية.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” ذكرت في تقرير لها، أن إيران طالبت الميليشيات العراقية المرتبطة بها، بوقف الهجمات على القواعد الأمريكية في المنطقة، خوفاً من رد أمريكي “عنيف”.
وكذلك نقلت وكالة “رويترز” عن 10 مصادر بأن قائد “فيلق القدس”، إسماعيل قاآني، أبلغ الفصائل بأن سفك الدماء الأمريكية يهدد بـ”رد أمريكي عنيف”.
وجاء ذلك التخفيض بعدما تصاعدت وتيرة استهداف القواعد الأمريكية في سورية والعراق، منذ الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي، كان أعنفها مقتل ثلاثة جنود أمريكيين باستهداف قاعدة “البرج 22” في الأردن.
وينذر استهداف قاعدة الرميلان الليلة الماضية، بإمكانية استئناف التصعيد ضد القواعد الأمريكية في سورية والعراق، مجدداً.
هل أطلقت إيران يد وكلائها؟
توقع محللون عودة التصعيد ضد الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط، بعد الضربة الإسرائيلية التي طالت القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق.
وكانت إسرائيل شنت ضربة جوية على مبنى ملاصق للسفارة الإيرانية في حي المزة بدمشق، مطلع الشهر الجاري، ما أدى لمقتل كبار القادة الإيرانيين، أبرزهم العميد محمد رضا زاهدي قائد “فيلق القدس” في سورية ولبنان.
وهددت طهران عقب ذلك برد “قوي وحازم” على استهداف قنصليتها، تبلور بعد أسبوعين من استهداف القنصلية، عبر إطلاق مسيرات وصواريخ باتجاه إسرائيل، في ردٍ وصفته تقارير بـ “الاستعراضي”.
لكن تقارير غربية توقعت أن تدفع إيران ميليشياتها في المنطقة نحو التصعيد ضد القواعد الأمريكية، من أجل الضغط على واشنطن وتل أبيب.
صحيفة “نيويورك تايمز” وضعت احتمالين لرد طهران، أحدهما كان الرد من خلال وكلائها وخاصة “حزب الله” في لبنان، ما يؤدي إلى تصعيد الهجمات على حدود لبنان.
وأضافت في تقرير لها، مطلع الشهر الجاري، أن إيران قد تأمر وكلائها في سورية والعراق بشن هجمات على القواعد الأمريكية، للضغط على إدارة جو بايدن لكبح جماح إسرائيل، وفق الصحيفة.
رسائل إيران “السرية” لميليشياتها بالعراق ولبنان: لا تهاجموا الأمريكان
وكذلك اعتبر الخبير والكاتب في شؤون الشرق الأوسط علي صدر زاده، أن إيران “ستقدم رد فعل رمزي بدلاً من المخاطرة بحرب مع إسرائيل”.
وتوقع أن يقوم الحوثيون في اليمن بمواصلة هجماتهم على السفن الأمريكية والمرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، إضافة إلى قيام المليشيات في سورية والعراق بمهاجمة القواعد الأمريكية هناك.
استهداف “الحشد الشعبي”
على صعيد آخر، توقعت تقارير أن استهداف قاعدة الرميلان الأمريكية جاء عقب تعرض قاعدة “كالسو” التابعة لـ”الحشد الشعبي” في العراق، لقصف جوي مجهول المصدر الجمعة الماضي، ما أسفر عن جرحى واشتعال النيران في أجزاء كبيرة منها.
وذكرت وسائل إعلام عراقية أن الضربات استهدفت بالتحديد مقر رئاسة أركان “الحشد الشعبي”، ومرآب للدبابات ومدخل مقر آمريه مواقع بابل جنوب بغداد.
ولم تعرف حتى الآن الجهة التي ضربت مقر رئاسة أركان “الحشد”، وما إذا كانت الولايات المتحدة أم إسرائيل تقف وراءه.
لكن “الحشد الشعبي” حمّل الجهتين مسؤولية استهداف قاعدته، في حادثة تكررت خلال السنوات الماضية.
قصف جوي على #قاعدة_كالسو العسكرية المشتركة جنوب #بغداد طال مقر رئاسة أركان الحشد الشعبي ومرآب للدبابات ومدخل مقر آمرية مواقع بابل جنوب #العراق. pic.twitter.com/tU1sWBG3nx
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) April 19, 2024
ونفت تقارير أمريكية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أي علاقة لواشنطن بضرب قاعدة “الحشد الشعبي” في العراق.
وأشارت شبكة “سي إن إن” نقلاً عن مصدر أمني عراقي إلى أن “الانفجارات الضخمة وقعت في مستودع ذخيرة في قاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي”.
مضيفاً أنه “ليس للجيش الأمريكي أي نشاط في المنطقة التي وقع فيها انفجار في بابل بالعراق”.