بعد إعلان الأمم المتحدة عن توصلها لـ “تفاهم” مع النظام السوري، حول تمديد المساعدات عبر باب الهوى، بقيت مسألة الشروط التي وضعها النظام سابقاً غامضة، نظراً لعدم التطرق إليها في الإعلان الرسمي لفتح المعبر.
وكان النظام قد اشترط سابقاً إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري على عملية إيصال المساعدات لشمال غرب سورية.
كما اشترط عدم تعامل وكالات الأمم المتحدة مع من يسميها “المنظمات الإرهابية” العاملة في تلك المنطقة.
إلا أن الأمم المتحدة اعتبرت أن هذه الشروط “غير مقبولة”.
ماذا جاء في رسائل الأمم المتحدة؟
في تقرير لها، أمس الأربعاء، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مطلعة قولها إن النظام قد خفف على الأغلب الشروط التي وضعها لتمديد آلية المساعدات، والتي أدت لتعطيل هذه الآلية شهراً كاملاً.
وأشارت أن ذلك جاء بعد رسالة أرسلتها الأمم المتحدة لسفير النظام، بسام صباغ، بتاريخ 5 أغسطس/ آب الجاري.
وتضمنت الرسالة، بحسب “رويترز”، أن “اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري ليس لديهما الحضور الكافي في تلك المنطقة لتولي مثل هذا العمل الإنساني”.
وورد فيها أن الأمم المتحدة “تحتاج إلى التعامل مع جهات فاعلة مختلفة في شمال غرب سورية” أثناء قيامها بعمليات الإغاثة.
من جانبه، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة أول أمس الثلاثاء، إن النظام السوري “وافق” على إعادة فتح معبر باب الهوى.
مضيفاً أن الاتفاق يسمح لوكالات الأمم المتحدة وشركائها بتقديم المساعدات العابرة للحدود “بطريقة مبدئية تسمح بالتعامل مع جميع الأطراف”.
ويشير ذلك إلى أن النظام قد تخلى غالباً عن شروطه المسبقة، والتي تمنع الأمم المتحدة من التعامل مع أي جهة غير تابعة لها.
رسالة رد من النظام
بتاريخ 6 أغسطس/ آب الجاري، رد صباغ على رسالة الأمم المتحدة، موجهاً شكراً لها “على التوضيحات المتعلقة ببعض الإجراءات العملية الأساسية”.
وقال صباغ في الرسالة إن بلاده تتطلع لمشاركة الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري بعمليات الإغاثة شمال غرب سورية.
لكن “حين تسمح الظروف بذلك”، وفق ما جاء في الرسالة التي اطلعت عليها “السورية نت”.
وتوقع محللون أن يكون النظام قد تخلى عن شروطه مؤقتاً، لكن من الممكن أن يعيد طرحها بعد ستة أشهر.
وفي حديثها لـ “رويترز”، قالت مديرة مؤسسة “كير” الدولية، شيرين إبراهيم إن الرسائل المتبادلة بين النظام والأمم المتحدة “لم تذكر الشروط السابقة المتعلقة باللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري أو عدم العمل مع سلطات الأمر الواقع”.
وأضافت “عندما نقرأ هذه الرسائل لا نرى التفاصيل، لكن نعلم أن الشيطان يكمن دائماً في التفاصيل”.
فيما قال عامل إغاثة في دمشق إن الرسالة السورية تشير إلى أن النظام “يقبل مبادئ الأمم المتحدة”.
وأن المساعدات يمكن أن “تستأنف الآن عبر معبر باب الهوى دون الشروط الجديدة”.
وكان نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أعلن أول أمس أن النظام وافق على إعادة فتح معبر باب الهوى أمام المساعدات، مدة ستة أشهر.
ولم يذكر المسؤول الأممي شيئاً عن الشروط المسبقة التي كان النظام قد وضعها لقاء موافقته على إعادة فتح المعبر.
يشار إلى أن آلية المساعدات العابرة للحدود إلى شمال غرب سورية قد توقفت منذ شهر.
وذلك بعد استخدام روسيا “حق النقض” (الفيتو) ضد مشروع قرار يسمح بإيصال المساعدات لتسعة أشهر.