هل تنتهج روسيا “الأرض المحروقة” في أوكرانيا كما فعلت بسورية؟
سلطت وسائل إعلام غربية، خلال الأيام الماضية، الضوء على إمكانية استخدام القوات الروسية “سياسية الأرض المحروقة” في غزو أوكرانيا، وهي سياسية استخدمتها سابقاً في سورية.
وفي بيان صادر عن وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الأحد، فإن القوات الروسية استخدمت في غزوها لأوكرانيا، تكتيكات عسكرية مشابهة استخدمتها سابقاً في سورية.
وحسب البيان فإن “روسيا لا تزال متفاجئة من حجم وقوة المقاومة الأوكرانية، وردت روسيا باستهداف مناطق مأهولة في مواقع متعددة، بما في ذلك خاركيف وتشرنيهيف وماريوبول”.
واعتبرت لندن أن القصف الروسي “من المرجح أن يكون محاولة لكسر الروح المعنوية الأوكرانية”.
وأكدت الدفاع البريطانية أن هذه التكتيك استخدمته روسيا في حربها ضد الشيشان عام 1999، إضافة إلى حربها لدعم بشار الأسد منذ سبتمبر/أيلول 2015، عبر استخدام ذخائر أرضية وجوية.
(3 of 4) Continues … This is likely to represent an effort to break Ukrainian morale. Russia has previously used similar tactics in Chechnya in 1999 and Syria in 2016, employing both air and ground-based munitions.
— Ministry of Defence 🇬🇧 (@DefenceHQ) March 6, 2022
صحيفة “الغارديان” البريطانية قالت في عددها الصادر اليوم، إن بوتين يفعل في أوكرانيا كما فعل سابقاً في سورية.
وأشارت إلى أن بوتين “أمر بمحاصرة المدن الرئيسية مثل ماريوبول، تماماً كما فعل في سورية(…)يبدو أن هدف بوتين هو تحطيم الروح المعنوية للشعب الأوكراني وإرهابه بوحشية حتى يستسلم”.
وأكدت الصحيفة أن القوات الروسية تستهدف المدنيين في المدن المكتظة بقصف جماعي، إضافة إلى تدمير المستشفيات.
وطالبت الصحيفة المسؤولين بالتعلم من التجربة السورية، بشأن الدعم العسكري والإنساني في مواجهة ما أسمته “الوحشية الروسية”، إذ أنه ” يجب أن يكون هناك المزيد من الدعم لإجلاء المدنيين، وخاصة البالغين والأطفال المستضعفين، من المدن التي لم تخضع للحصار بعد”.
وكانت الصحيفة قالت، الجمعة الماضي، إن “ما تظهره القوات الروسية في بلدات أوكرانيا الصغيرة هو أنها مستعدة لترك الأرض قاحلة خلفها، وهو ما يعرف باستراتيجية الأرض المحروقة كما فعلت في حلب القديمة، حيث دمر الإنسان والتراث”.
من جهته قال الكاتب البريطاني، جيريمي بوين، في مقالة نشرتها شبكة “BBC” البريطانية، إن روسيا تعتمد في حربها على القوة التدميرية لجيشها كما فعلت في الأحياء الشرقية في حلب.
وقال الكاتب إن التكتيك الروسي المتبع في حلب كان “تطويق ومحاصرة مناطق الثوار، وقصفها من الجو وبطاريات المدفعية، وفي النهاية استنزاف المدافعين والمدنيين الذين لم يتمكنوا من الهرب، قُتل الكثير منهم”.
وأضاف أن “الجيش الروسي يعوض ضعف قدرات قواته البرية بالتحول إلى المدافع الكبيرة. يصلي الأوكرانيون ألا يحدث هنا”.
“لحماية جنودها”.. روسيا تستخدم “التكتيكات السورية” في حربها ضد أوكرانيا
وكانت روسيا أعلنت تدخلها في سورية إلى جانب نظام الأسد في سبتمبر/أيلول 2015، وانتهجت سياسية الأرض المحروقة في قصفها المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة الفصائل السورية.
وأبرز المعارك كانت الاحياء الشرقية لمدينة حلب أواخر 2016، عندما حاصرتها قوات الأسد والميليشيات الإيرانية بدعم روسي، ما أسفر عن كارثة إنسانية كبيرة، فيما اضطر مئات الآلاف من السكان للنزوح والخروج من منازلهم، بعد اتفاق يقول مراقبون إن الظروف العسكرية في سورية تختلف بشكل كبير “قبله وبعده”.
كما انتهجت روسيا سياسية الأرض المحروقة في الغوطة الشرقية بداية 2018، إذ شنت الطائرات غارات مكثفة أدت لدمار كبير في بلدات ومدن الغوطة وخاصة في حرستا ودوما وزملكا، قبل أن تسيطر قوات الأسد على المنطقة وانسحاب الفصائل السورية إلى شمال غرب البلاد.