شهدت مدينة دير الزور، فجر اليوم الأربعاء، غارات مكثفة ترافقت مع دوي انفجارات عنيفة، وسط حديث النظام عن قصف إسرائيلي تعرضت له المنطقة.
وذكرت وكالة أنباء النظام “سانا”، أن طائرات إسرائيلية شنت غارات على مدينة دير الزور ومنطقة البوكمال بعد منتصف الليلة الماضية، مشيرة إلى أن الفرق المختصة تعمل حالياً على تدقيق نتائج الغارات.
ولم يتحدث الإعلام الرسمي التابع للنظام، حتى اللحظة، عن أضرار القصف الإسرائيلي الذي وصفه ناشطون بـ “الأعنف” في المنطقة، كما لم تعلق إسرائيل رسمياً على ذلك.
إلا أن مراصد محلية ذكرت أن عدد الغارات بلغ 18 غارة استهدفت فرع الأمن العسكري التابع لقوات الأسد في مدينة دير الزور، كما استهدفت مستودعات ومخازن أسلحة تابعة للمليشيات الإيرانية عند محيط الفرن الآلي الثاني وكلية التربية في حي العمال وسط المدينة.
ومن بين المستودعات المستهدفة مستودعات عياش ومعسكر الصاعقة عند أطراف مدينة دير الزور، ومستودعات ومقرات في باديتي البوكمال والميادين، حيث تم تنفيذ غارات جوية في المنطقة الممتدة من مدينة الزور الى الحدود السورية- العراقية.
وبحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان” فإن أكثر من 40 شخصاً من المليشيات الموالية لإيران قتلوا في القصف الجوي على مواقعهم ضمن دير الزور وبادية البوكمال، فيما أصيب 37 آخرين، مشيراً إلى أن الضربات الإسرائيلية استهدفت مستودعات عياش واللواء 137، وهي الضربات “الأكثر كثافة” منذ أشهر طويلة.
تزامناً مع ذلك، سجلت الأجواء اللبنانية تحليقاً مكثفاً للطيران الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، في أجواء مختلف المناطق اللبنانية بما فيها بيروت والضاحية الجنوبية وعلى ارتفاع منخفض، حيث تقدمت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بشكوى لمجلس الأمن ضد تلك “الانتهاكات”.
وسبق أن استهدفت إسرائيل مواقع للنظام وإيران شرقي سورية، إذ شنت طائرات إسرائيلية غارات على ريف دير الزور في يوليو/ تموز الماضي، وتقول إسرائيل إن ضرباتها الجوية في سورية ترتبط بالوجود الإيراني، الذي ينشط في معظم المواقع العسكرية لنظام الأسد.
وعادة ما تلتزم إسرائيل الصمت، بشأن هجماتها ضد أهداف إيرانية أو تابعة لنظام الأسد في سورية، ولكنها تتبنى أحياناً هذه الهجمات، مباشرة، أو بعد أشهر.
يُشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن في تقريره السنوي الصادر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أنه نفذ 50 ضربة في سورية عام 2020، ضد مواقع لقوات الأسد والمليشيات الإيرانية و”حزب الله” اللبناني، دون ذكر تفاصيل حول الخسائر المادية والبشرية الناجمة عن تلك الضربات، مشيراً أيضاً إلى إحباط هجومين بعبوات ناسفة على الحدود السورية خلال العام ذاته.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، هيداي زيلبرمان، صرّح الشهر الماضي، أن إسرائيل تستهدف “ما تريده” في سورية، إشارة للمواقع العسكرية التابعة لنظام الأسد وإيران، دون أن تشاهد أي رد، على مدار السنوات الماضية.