واشنطن تعترف رسمياً بمقتل مدني خلال غارة أمريكية على إدلب
اعترفت الولايات المتحدة بمقتل رجل مدني، خلال غارة نفذها الجيش الأمريكي شمال غرب سورية قبل عام، ظناً منه أنه قيادي في تنظيم “القاعدة”.
ونشرت “القيادة المركزية الأمريكية” (سنتكوم) نتائج التحقيق رسمياً، أمس الخميس، بالرغم من الانتهاء منه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وبحسب نتائج التحقيق الذي نشرته شبكة “CNN” الأمريكية، فإن رجل مدني قد قتل بغارة أمريكية، بعد أن أخطأ الجيش الأمريكي بتحديد هويته على النحو الصحيح.
وجاء في التحقيق: أن “الغارة تم تنفيذها وفقاً لقانون النزاعات المسلحة وكذلك سياسات وزارة الدفاع والقيادة المركزية الأمريكية”، لكنه “كشف عن العديد من المشكلات التي يمكن تحسينها”.
ولم يوضح التحقيق المقصود من هذه “المشكلات”، مؤكداً على ضرورة أن تبقى وقائع التحقيق “سرية”.
وأضاف: “نحن ملتزمون بالتعلم من هذا الحادث، وتحسين عمليات الاستهداف لدينا للتخفيف من الأضرار المحتملة على المدنيين”.
وكانت القيادة المركزية الأمريكية أعلنت، في مايو/ أيار 2023، استهداف أحد القادة الكبار في “القاعدة”، في محافظة إدلب شمال غرب سورية.
ولم تقدم القيادة أي معلومات إضافية حول هوية الشخص المستهدف.
لكن “الدفاع المدني السوري”، قال إن الشخص الذي قتل بالضربة كان يرعى الأغنام على أطراف قرية قورقانيا شمالي إدلب.
وكذلك أكدت صحيفة “واشنطن بوست” في تحقيق لها أن الضربة أسفرت عن مقتل المدني لطفي حسن مستو (56 عاماً).
وأضافت أن مستو لا تربطه صلات بـ “الإرهابيين”، وهو والد لعشرة أطفال وكان يرعى الأغنام بينما تعرض للضربة الجوية.
وقال مسؤول دفاعي لـ “CNN”، أمس الخميس، إن عائلة مستو لم تحصل على تعويض بعد مقتله، وأضاف أنه تم النظر في دفع تعويض، لكن “تقرر أنه غير مناسب”.
وتابع: “لن تتلقى الأسرة تعويضاً نقدياً نظراً لحقائق هذا الوضع والقيود السياسية والعملية.”
وحول تأخير الإعلان عن نتائج التحقيق مدة 6 أشهر، قال المسؤول إنه يعود نظراً للحاجة إلى التنسيق مع منظمات متعددة، بما في ذلك “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء).
وأضاف: “تم طلب تمديدات متعددة لضمان أن يكون هذا التحقيق شاملاً ودقيقاً ومتضمناً لجميع المعلومات”.
وسبق أن اعتبر مسؤولون أمريكيون أن فتح تحقيق في الحادثة يدل على “فشل” القيادة الأمريكية في الغارة التي استهدفت مدنياً.
ويشن “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة، ضربات جوية في شمال غرب سورية، مستهدفاً قيادات وعناصر تتبع بشكل رئيسي لـ”القاعدة” وتنظيم “الدولة الإسلامية”.