وصل وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب إلى العاصمة السورية دمشق، في زيارة لطالما تقعد تنظيمها خلال الأشهر الماضية، إلى أن فتح التصعيد في قطاع غزة أبوابها.
وذكرت وكالة “سانا“، اليوم الاثنين، أن وزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد التقى بوحبيب، والوفد المرافق له في مقر الوزارة بدمشق.
وقالت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية إن وزير الخارجية اللبناني يترأس وفداً رسمياً يضم المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، وأمين سر المجلس العسكري في وزارة الدفاع اللبنانية.
وأضافت الصحيفة أن “ملفات التصعيد والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة في المنطقة، وكذلك ملف اللاجئين السوريين سيحضران على رأس أجندة المباحثات بين الوزيرين المقداد وبوحبيب”.
وأوضحت وسائل إعلام لبنانية أن الوزيران سيبحثان “مواضيع ذات اهتمام مشترك، من قضية النازحين في ضوء المعارك الجارية في غزة وجنوب لبنان، وانعكاساتها على لبنان وسورية”.
وعلى مدى الأشهر الماضية واجهت زيارات الوفود الرسمية اللبنانية إلى دمشق “تعقيدات”، نسبت الأسباب التي تقف ورائها لطبيعة تعاطي نظام الأسد.
ورغم أن الهدف لتلك الزيارات كان يتصدره بحث ملف اللاجئين السوريين في لبنان سابقاً، توسعت دائراتها في الوقت الحالي لتشمل تداعيات التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة.
وخلال الأسابيع الماضية، قالت الحكومة اللبنانية إن بلادها شهدت موجة “نزوح سوري” جديدة، واصفة الظاهرة بـ “الخطيرة”.
وتزامنت هذه الموجة مع تفاقم الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرة نظام الأسد، بعد قرار رفع أسعار المحروقات، وما تلاها من ارتفاع “جنوني” للأسعار في الأسواق، وتدني القدرات المعيشية لمعظم السكان.
“فشل سابق”
ويتحدث لبنان منذ قرابة العام عن نيته تنظيم زيارة رسمية إلى سورية ولقاء مسؤولي النظام، لبحث ملف اللاجئين السوريين، والذين تطالب السلطات اللبنانية بإعادتهم إلى بلدهم.
لكن التخوف من تأثير العقوبات الغربية المفروضة على النظام عرقل إمكانية تنظيم زيارة رسمية لدمشق.
إلا أن الحديث عن تلك الزيارة تفاقم عقب إعادة نظام الأسد للجامعة العربية، وتطبيع دول عربية معه، الأمر الذي دفع مسؤولين لبنانيين لمطالبة حكومتهم بتنظيمها تماشياً مع الحراك العربي نحو دمشق.
وكان من المقرر أن تجري الزيارة الرسمية اللبنانية إلى دمشق في يوليو/ تموز الماضي، إلا أن وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، اعتذر عن ترؤس الوفد الذي سيزور دمشق.
وذكرت تقارير أن ذلك يعود لعدم رغبة بو حبيب بالسفر إلى سورية ولقاء مسؤولي النظام السوري.
لكن وزارة الخارجية اللبنانية أصدرت بياناً أوضحت فيه سبب الاعتذار. وأرجعت الوزارة السبب إلى أن “جدول أعماله مكتظ خلال الشهرين المقبلين”.
وكان وزير المهجرين اللبناني أجرى زيارة لسورية، في يوليو الماضي، لبحث مسألة عودة اللاجئين السوريين مع النظام السوري.
وقال الوزير عقب هذه الزيارة إن قرار العودة قد “اتخذ” سياسياً، بانتظار اللقاء الرسمي مع نظام الأسد.