وسيطان بين أمريكا ونظام الأسد بشأن الصحفي تايس
عملت الإدارة الأمريكية، خلال السنوات الماضية، على التفاوض مع نظام الأسد عبر وسطاء بشأن معتقلين أمريكيين في سورية، وخاصة الصحفي أوستن تايس، الذي اختُطف بالقرب من دمشق قبل عشر سنوات.
الوسيط الأول كان مدير الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، الذي زار سورية والولايات المتحدة الأمريكية سنة 2020، وصرح بأنه وسيط بين الطرفين لإطلاق سراح تايس.
إلا أن ثقة واشنطن باللواء اللبناني بدأت تتراجع، في ظل عدم التوصل إلى أي نتيجة مع النظام، فبدأت البحث عن وسيط جديد، حسب ما ذكر موقع “إنتلجنس أون لاين” الفرنسي المتخصص بالمعلومات الاستخباراتية.
والوسيط الجديد سلطنة عمان، التي تعتبر الدولة الخليجية الوحيدة التي حافظت على علاقتها بنظام الأسد، منذ اندلاع الثورة السورية.
وقال الموقع الفرنسي إن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من سلطنة عُمان، التوسط لدى نظام الأسد بشأن الرهائن الأمريكيين.
وأضاف الموقع أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، طلب من نظيره العماني، بدر بن حمد البوسعيدي، العمل كوسيط مع النظام بشأن المعتقلين.
وكان وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي، زار سورية الأسبوع الماضي، حيث التقى بالأسد، وسلمه رسالة من السلطان هيثم بن طارق.
في المقابل نقلت صحيفة “الوطن”، شبه الرسمية، عن “أوساط دبلوماسية سورية”، نفيها “أي وساطة أو مفاوضات يقوم بها أي طرف، بشأن الصحفي الأميركي أوستن تايس الذي تدعي الولايات المتحدة أنه فُقد في سورية”.
وقالت الصحيفة، إنه “لا وجود لوساطة أو مفاوضات يقوم بها أي طرف سواء مدير عام الأمن اللبناني اللواء عباس إبراهيم كما أُذيع قبل فترة، أم سلطنة عمان عبر وزير خارجيتها بدر بن حمد البوسعيدي كما يشاع اليوم”.
وأضافت أن “سورية أعلنت مراراً أنها لا تمتلك أي معلومات عن رعايا أميركيين فقدوا على أراضيها”.
وكان أوستن زار سورية في صيف 2012ن لتغطية أحداث الثورة السورية، حيث تم اعتقاله على حاجز قريب من دمشق، بحسب المعلومات الصادرة عن الخارجية الأمريكية، وهو صحفي وجندي سابق في قوات البحرية الأمريكية.
ويبلغ عدد المفقودين الأمريكيين في سورية حوالي ستة، حسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول في الإدارة الأمريكية، في آذار 2019.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الحكومة الأمريكية تعتقد أن نظام الأسد هو من يحتجزهم على الرغم من رفضه الاعتراف بذلك.
وتنفي حكومة الأسد أي علاقة باختطاف المواطنين الأمريكيين في سورية، إذ قال فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، عام 2016، إن “أوستن تايس ليس موجوداً لدى السلطات السورية، ولا توجد أدنى معلومات تتعلق به”.