وصول ناقلات النفط والوعود الحكومية لا تغير من واقع الأزمة
زادت مؤخراً التأثيرات السلبية لأزمة نقص المحروقات على مختلف القطاعات في مناطق النظام، بما في ذلك القطاع الصناعي، إذ توقفت مصانع جديدة عن الإنتاج.
وذكر مدير عام “شركة سكر حمص” ياسر أيوب، أن معامل الشركة الأربعة (السكر والزيت والكحول والخميرة)، توقفت بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء، وعدم توفر المواد الأولية.
وأوضح في حديثه لصحيفة “الوطن” المقربة من حكومة النظام، أن “الترددية والانقطاع المتكرر للكهرباء حالياً على الخط، يحولان دون إعادة إقلاع المعامل لكون ذلك يتسبب بهدر وأضرار على الآلات نتيجة التوقف الفجائي”.
خمس ناقلات بحمولات مختلفة
ويبدو واضحاً أن وصول ناقلات النفط المتقطع مؤخراً، ووعود حكومة النظام بإنفراجة في أزمة المحروقات، لم يُغير من واقع الأزمة في شيئ.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، وصلت أول دفعة ناقلات نفط إلى بانياس، في التاسع من الشهر الحالي.
وأفرغت ناقلة نفط محملة بمليون برميل حمولتها إلى جانب ناقلتي غاز، محملة كل منها بـ2200 طن من الغاز المنزلي، حسب وسائل إعلام النظام.
وقالت صحيفة “البعث” حينها، إن ناقلة النفط ستؤمن احتياجات البلاد من المشتقات النفطية بعد تكريرها، وستضمن عمل مصفاة بانياس دون توقف.
وأشارت الصحيفة لوجود المزيد من النواقل، والتي ستسهم بتحسن واقع الكهرباء في مناطق سيطرة النظام، حسبما ذكرت.
ووصلت أمس الثلاثاء ناقلتي غاز ومازوت إلى بانياس محملتين بألفي طن من الغاز المنزلي، وثمانية آلاف طن مازوت، حسب ما نقله موقع “أثر برس” المحلي عن مصدر في مصفاة بانياس.
وأضاف الموقع أن تفريغ الحمولة سيتم بعد “الانتهاء من أعمال الربط وإنجاز العمليات البحرية اللوجيستية وفقاً للأصول الزمنية والفنية المتبعة”.
وكان عمرو سالم وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك قد قدم وعوداً بتوفير مادة البنزين أوكتان في الأسواق بشكل كبير، مطلع الأسبوع الماضي، إضافة إلى توفر باقي المحروقات مثل المازوت والبنزين العادي.
وفي كانون الأول / ديسمبر 2022، تحدث عمرو سالم وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عن انفراجة في أزمة المحروقات بتوفير المشتقات النفطية منتصف الشهر الحالي، وتعهد أن يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل الأزمة الأخيرة.
ووعدت “المستشارية الثقافية الإيرانية” في سورية، في 25 كانون الأول / ديسمبر 2022، بانفراج أزمة المشتقات النفطية في مناطق سيطرة النظام خلال 48 ساعة، بوصول ناقلة نفط جديدة.
خطر على عملية التوريد
وضاعفت إيران سعر النفط الخام الذي يحصل عليه النظام، حسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” نشر الأحد الماضي.
وتعتمد حكومة الأسد بشكل أساسي منذ سنوات، على التوريدات النفطية من إيران.
لكن هذه التوريدات تقلصت بشكل كبير منذ نحو شهرين، حسب ما أعلنت عنه وسائل إعلام النظام، مدعية أن ذلك بسبب تشديد العقوبات الأمريكية.
وتعاني مناطق سيطرة النظام من أزمة محروقات “غير مسبوقة”، إذ يجد المواطنون صعوبة في توفير البنزين والمازوت وغيرها من المشتقات النفطية، إلى جانب انعكاس ذلك على قطاع الكهرباء عبر زيادة ساعات التقنين.
كما أسفر ذلك عن شلل في حركة النقل والمواصلات نتيجة عدم توفر المحروقات، وتعطيل الجهات العامة، وسط تشاؤم في أوساط المواطنين الذين يعانون ظروفاً معيشية سيئة.
وفي بيانات صادرة عن منظمة “UANI”، المعنية بمراقبة تحركات النظام الإيراني، احتلت سورية المرتبة الثانية بعد الصين، بين الدول الأكثر استيراداً للنفط الإيراني، والتي أوضحت أن الإمارات العربية المتحدة، هي ثالث أكبر المشترين للنفط من إيران.