بعد “إضراب الكرامة”..وقفة احتجاجية لـ”متطوعين” ينادون بدعم التعليم
تجمع مدرّسون متطوعون في وقفة احتجاجية، اليوم الأربعاء، وسط مدينة إدلب للمطالبة في تحسين واقعهم وتلبية احتياجاتهم.
وطالب مدرّسون بعدة مطالب، ضمن ما عرف بـ”إضراب الكرامة للمعلّمين”، أبرزها تأمين رواتب شهرية بعد انقطاع دام لسنوات.
وتتنوع فترات التطوّع لدى المدرسين المحتجّين، بعضهم وصلت لأكثر من 3 سنوات، والبعض الآخر بدأت خلال العام الدراسي الجاري أو الماضي.
ورفع المدرّسون وطلاب آخرون شاركوا معهم في الوقفة، عبارات تطالب بتحسين واقعهم وتلفت الانتباه لأزمة التعليم وأهمية المعلّمين في المجتمعات.
معلمون يروون معاناتهم
بيان ناعس، وهي موجّهة إدارية في مدرسة الوحدة العربية في مدينة إدلب، قالت لـ”السورية.نت” إنّها “تعمل تطوعاً منذ بدء العام الدارسي الحالي، كما أنها عاشت تجربة تطوع قبل عام دون أي مرتب شهري”.
وتوضح أنّ “مطالب المدرّسين تطالب بإيجاد دعم ثابت يؤمن رواتب شهرية ثابتة لهم، وليس مجرد منح متقطّعة وغير مستقرة”.
وتلفت إلى أنّ “الفترة التي تمر فيها المنطقة حسّاسة لأنها تتطلب دعماً تعليمياً وتربوياً لأطفال المنطقة بعد فترة حرب عايشوها لسنوات طويلة”.
أحمد ياسر، مدرّس في مدرسة أجيال، يعتبر أنّ “مشاركتي جاءت للتضامن مع باقي المدرسين المتطوعين المشاركين في الوقفة الاحتجاجية لأنّ المطالب محقّة، وتحتاج إلى تكاتف من جميع فئات المجتمع، على اعتبار أنّ التعليم يرتبط بكل تفاصيل المجتمع”.
وخلال حديثه لـ”السورية.نت”، قال أحمد:”ما المشكلة أن يُعلن عن حملة تبرعات شبيهة بالحملات التي تطلقها الفرق التطوعية؟، على أن تكون مخصصة للمدرسين المتطوعين وتؤمّن لهم دعماً ثابتاً شهرياً”.
رائد المُعلّم، مدرّس متطوع في مدرسة “عبد الكريم لاذقاني” في مدينة إدلب، يقول إنّه تطوّع “منذ حوالي أربع سنوات، وكل ما نتلقاه مجرد منحة بسيطة من قبيل سلة إغاثية، في وقتٍ تتلقّى فيه باقي القطاعات دعماً وفيراً وثابتاً”.
ويوضح المعلّم أن “المدرسة التي يعمل فيها دخلت إضراباً منذ مطلع الأسبوع الجاري، ولن تفكّ الإضراب وتستأنف العملية التعليمية حتى تحقيق المطالب”.
“الكرامة للمعلمين”
وأعلن مدرسون متطوعون في عشرات المدارس التابعة لمديرتي إدلب وحماة، السبت الماضي، إضراباً بعنوان “الكرامة للمعلمين” احتجاجاً على غياب الدعم والرواتب الشهرية منذ حوالي ثلاث سنوات.
وقال بيان لهؤلاء المُدرسين:”نعلن نحن المتطوعون تعليق الدوام حتى تأمين حقوق المعلم المستحقّة وهي على الأقل راتب شهري له يعينه على تجاوز صعوبة المعيشة ويسد رمقه”.
وأغلقت حوالي 80 مدرسة أبوابها بدءاً من السبت 6 فبراير/شباط الجاري، في وجه طلابها.
وبالتزامن مع إعلان مدرسين إضرابهم، دعا آخرون إلى وقفات احتجاجية “تضامناً مع مطالب المعلمين المحقّة”.
وبلغت أعداد المدارس المتطوعة في محافظة إدلب 405، تضمّ 130 ألفاً و44 طالباً وطالبة، بكادر تطوعي يصل إلى 5 آلاف و707 مدرّسين ومدرّسات، بحسب إحصائية “مديرية تربية إدلب”، وتتركز معظمها في المرحلتين الإعدادية والثانوية.