نشرت وكالة “anna news” الروسية صوراً وثقت فيها استهداف المعسكر التدريبي لفصيل “فيلق الشام” بريف إدلب، والذي يعتبر من أبرز الفصائل التي تدعمها أنقرة، وتنسّق معها في الشمال السوري.
وأظهرت الصور التي نشرتها الوكالة عبر حسابها في “تلغرام”، اليوم الاثنين، رصد الطائرات الروسية لعشرات المقاتلين من الفصيل، في أثناء تلقيهم للتدريبات في ساحة كبيرة.
وكان المقاتلون مجتمعون ضمن أرتال متقاربة، حسب الصور، لتنفذ الطائرات الروسية ضرباتها عليهم بشكل مركّز، ما أدى إلى مقتل أكثر من 50 عنصراً منهم، حسب ما قال مقاتل من الفصيل لـ”السورية.نت”.
وزعمت الوكالة أن المعسكر يتبع لـ”هيئة تحرير الشام”، مشيرةً إلى أن نصف طن من المتفجرات سقط على المقاتلين فيه، ما أدى إلى مقتل 100 مقاتل، بينهم قادة ميدانيون.
وكانت طائرات روسية قد استهدفت معسكراً لـ”فيلق الشام”، صباح اليوم، في منطقة جبل الدويلة، القريب من الحدود السورية- التركية.
ولا يوجد حصيلة نهائية لأعداد القتلى حتى الآن، في ظل الحديث عن “أعداد كبيرة” من القتلى، والذين نشر ناشطون من ريف إدلب صوراً لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وينضوي فصيل “فيلق الشام” ضمن “الجبهة الوطنية للتحرير”، ويعرف بقربه من الجانب التركي، ولاسيما من ناحية التنسيق والدعم اللوجستي.
وفي تصريحات وصلت لـ”السورية.نت” قال المتحدث باسم “الجبهة الوطنية”، ناجي مصطفى إن “الغارة الجوية استهدفت معسكراً تدريبياً، وأسفرت عن وقوع شهداء وجرحى في صفوف المتدربين”.
واعتبر مصطفى أن “الغارة تعد خرقاً واضحاً ومستمراً لقوات الاحتلال الروسي، لاتفاق التهدئة الموقع برعاية تركيا”.
وأوضح الناطق باسم “الجبهة الوطنية” أن الاستهداف الروسي كان لمنطقة حدودية مع تركيا، في رسالة روسية واضحة و”استفزاز مستمر”.
من جانبه قال مصدر صحفي تركي لـ”السورية.نت”، إن “الوجود العسكري التركي منتشر في كل مكان من ادلب تقريباً، لدرجة انه من المستحيل تقريباً استبعاد فرضية إصابة جنود أتراك بهجوم اليوم”.
مناوشات تركية-روسية بإدلب..انهيار اتفاق موسكو أم بوادر تفاهم جديد؟
وأشار المصدر إلى أن “التفاهمات التركية الروسية حول إدلب في امتحان حقيقي، وهناك خلافات كبيرة في وجهات النظر. من هنا يمكن تفسير سحب تركيا لنقطة مورك مؤخراً، لكون أنقرة تخشى استفزازها بجنودها المُحاصرين”.
أين يقع المعسكر؟
وحسب ما رصدت “السورية.نت” لاقى القصف الروسي على معسكر “فيلق الشام”، تغطية واسعة من وسائل الإعلام التركية الرسمية، وأخرى خاصة.
واتهمت الوسائل في تغطيتها روسيا بالوقوف وراء الاستهداف، مؤكدةً أنه استهداف فصيلاً معارضاً، يعمل ضمن تشكيلات “الجيش الحر”، والمعارضة المعتدلة.
الناشط “سمير” المهتم بالخرائط العسكرية في سورية حدد عبر حسابه في “تويتر” موقع المعسكر، الذي طاله القصف الروسي.
وقال الناشط إنه يقع بالقرب من مدينة أرمناز، والواقعة في الشمال الغربي من سورية، والقريبة جداً من الحدود مع لواء اسكندرون.
geolocation of a RuAF airstrike on Faylaq al-Sham training near Armanaz https://t.co/0YQzXQysED https://t.co/aaHHeUaevK pic.twitter.com/PKRD4Cwffl
— Samir (@obretix) October 26, 2020
ويعتبر القصف الروسي على معسكر “فيلق الشام” تطوراً لافتاً في سير التطورات الميدانية التي تشهدها إدلب، ولاسيما أن الفصيل العسكري يعتبر الأبرز من ناحية قربه لتركيا.
وليست المرة الأولى التي يتعرض فيها “فيلق الشام” لهكذا عمليات قصف، إذ سبق وأن تعرض لضربات روسية، أدت إلى مقتل العشرات من عناصره.
وكانت أبرز الضربات، في آب 2017، إذ قتل أكثر من 40 عنصراً من الفيلق، جراء قصف روسي على مقرٍ في منقطة تل مرديخ بريف إدلب الشرقي.
ولم يصدر أي تعليق من الجانب الروسي على القصف الذي استهدف معسكر “فيلق الشام” حتى الآن
وكان الطيران الروسي قد صعد من قصفه، في الأيام الماضية لعدة مناطق في منطقة جبل الزاوية، في الريف الجنوبي، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بين أنقرة وموسكو، في وقت سابق من العام الماضي.
وانسحب التصعيد منذ يومين إلى منطقة “درع الفرات” في ريف حلب الشمالي والشرقي، إذ تعرض سوق للمحروقات قرب مدينة جرابلس لقصفٍ قيل إن مصدره البوارج الحربية الروسية في المتوسط.
Anna News has published images from the moment of attack on the HQ of Faylaq al-Sham.
They attacked the HQ during a military parade. pic.twitter.com/2St0B7Eokx
— Ömer Özkizilcik (@OmerOzkizilcik) October 26, 2020