فشل مجلس الأمن، أمس الجمعة، في التصويت على قرار لتمديد عبور المساعدات الإنسانية إلى شمال سورية عبر معبر”باب الهوى”، وهو ما كان متوقعاً، حسب مراقبين، حيث تتوسع هوّة الخلاف بين موسكو والدول الغربية.
وبينما استخدمت موسكو الفيتو ضد المشروع الغربي الذي ينص على التمديد لمدة 12 شهراً، صوتت الدول الغربية ضد مشروع تقدمت به روسيا، ويسمح بعبور المساعدات لستة أشهر فقط.
وحظي المشروع الغربي الذي أعدته إيرلندا والنرويج، بتأييد 13 صوتاً، بينما امتنعت الصين عن التصويت.
ويحتاج أي قرار إلى موافقة تسعة أصوات وعدم استخدام روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا حق النقض.
وفي حين صوتت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد مشروع نص روسيا، وامتنع الأعضاء العشر غير الدائمين في مجلس الأمن عن التصويت. فيما ضمنت موسكو تصويت بكين لمصلحة قرارها.
ماذا بعد؟
ومن المقرر أن ينتهي تفويض إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال سورية، يوم الأحد المقبل.
وقال المنسق الإقليمي للملف السوري للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارك كاتس في تغريدة عبر “تويتر”: “شاهدت بالأمس آخر قافلة للأمم المتحدة تعبر إلى سورية، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2585”.
وأضاف: “من دواعي القلق العميق أن مجلس الأمن لم يتمكن من التوصل إلى توافق في الآراء في جلسته الأخيرة. لكنه ما زال يأمل في أن يتوصل إلى اتفاق بشأن التمديد. لم ينتهي بعد”.
Yesterday I watched the last UN convoy crossing into #Syria under Security Council resolution 2585.
Deeply concerning that the Security Council was not able to reach consensus in its latest meeting. But still hoping it will reach agreement on an extension. It’s not over yet… pic.twitter.com/np4oIaSzUR
— Mark Cutts (@MarkCutts) July 9, 2022
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد تعهدت، عقب استخدام موسكو للفيتو بالبحث عن آليات لمواصلة نقل المساعدات إلى سورية.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد في تصريحات صحفية إن “نهج الوفد الروسي في المفاوضات بشأن تمديد التفويض الأممي كان غير مهني، وسيدفع السوريون ثمن ذلك”.
وأضافت جرينفيلد أنه “أمامنا يومان فقط لحين انتهاء التفويض الحالي، وسنواصل البحث عن أليات لإيصال المساعدات للسوريين حتى بعد استخدام الفيتو الروسي”.
وأوضحت السفيرة الأمريكية: “التفويض الأممي الذي ينتهي بحلول يوم الأحد متعلق فقط بآلية إيصال المساعدات، وليس إغلاق الحدود”.
وكانت روسيا قد ألمحت في الأشهر الأخيرة إلى أنها ستعارض التمديد، بعد أن أجبرت بالفعل على خفض عدد المعابر الحدودية المسموح بها.
“لعبة سياسية”
واعتبرت منظمة العفو الدولية أن “الفيتو” الذي استخدمته موسكو “ضربة لحقوق الإنسان”، مشيرة إلى أنه “لعبة سياسية غير مسؤولة يدفع ثمنها المدنيون السوريون”.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامارد، إن “الفيتو” الروسي “يأتي بعد سلسلة من التنازلات مع روسيا والصين، بدأ بإغلاق نقطتي عبور في العامين الماضيين، وانتهى بتفكيك آلية الأمم المتحدة للمساعدات عبر الحدود”.
وأوضحت كالامارد أن “مشروع القرار الذي تم نقضه الخميس كان فيه المزيد من التنازلات مع روسيا، بشأن شروط استمرار المساعدة عبر الحدود”.
بدورها دعت سارة حشاش مديرة الاتصالات في حملة “من أجل سوريا” أعضاء مجلس الأمن على مواصلة مفاوضاتهم.
وقالت في بيان صحفي: “يجب أن يتحركوا بسرعة لتجنب كارثة إنسانية من خلال إعادة تفويض المساعدات عبر الحدود لمدة 12 شهراً”.
“يجب أن يكون الوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية حقاً أساسياً – فمن السخف أن يُجبر المدنيون السوريون على خوض هذه العملية القاسية لمجرد الوصول إلى الإمدادات الإنسانية المنقذة للحياة. لا ينبغي لروسيا أن تقرر مصير المدنيين في شمال غرب سورية”.
وأضافت حشاش: “إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء صلاحية القرار الحالي في 10 يوليو، فإن الإجراءات الروسية اليوم ستؤدي إلى كارثة إنسانية على نطاق واسع”. كما “ستضع ملايين السوريين المحتاجين للمساعدات في شمال غرب سورية تحت رحمة الحكومة السورية – نظام له تاريخ في قصف المدنيين ومحاصرتهم، واستهداف قوافل المساعدات باستخدام المساعدات الإنسانية كسلاح حرب “.