شهدت مناطق الشمال السوري، أمس السبت، يوماً دامياً راح ضحيته عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، جراء قصف مدفعي وصاروخي من قبل أطراف عدة.
وفي إدلب استمرت خروقات روسيا ونظام الأسد، لاتفاق لوقف إطلاق النار الموقع مع تركيا في آذار/ مارس 2020، وقصفتا ريف إدلب الجنوبي ما أدى إلى وقوع ثلاثة قتلى.
وشنت الطائرات الروسية غارة جوية على قرية منطف في ريف إدلب الجنوبي، مساء أمس، ما أدى إلى مقتل فتاة وجنين بعد إصابة أمه الحامل وهي بحالة حرجة، حسب ما قال الدفاع المدني في بيان له.
كما أصيب في القصف 7 مدنيين وثلاثة أطفال، إضافة إلى إصابة شخص في غارة جوية روسية مماثلة على قرية سرجة.
وتزامن ذلك مع استهداف مدفعية نظام الأسد قرية كفرلاتة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى مقتل شاب وإصابة عشرة مدنيين بينهم طفلان.
وتشهد بلدات وقرية ريف إدلب الجنوبي تصعيداً روسياً منذ أيام، إذ قتل 13 مدنياً في بلدة إبلين بقصف روسي، الخميس الماضي.
ولا توجد مؤشرات واضحة عما ستكون عليه المرحلة المقبلة بالنسبة لوضع محافظة إدلب، سواء باستمرار التصعيد الروسي أو توقفه.
ولم تعرف أسباب التصعيد حتى الآن، واللافت أنه يتبع فترة زمنية طويلة نسبياً من الهدوء على الجبهات.
مجزرة في عفرين
وبالتزامن مع القصف على إدلب، شهدت مدينة عفرين بريف حلب الشمالي مجزرة بعد تعرضها لقصف صاروخي.
وأعلن الدفاع المدني في حلب في بيان له، اليوم الأحد، تفاصيل القصف، وقال إن المدينة “تعرضت لقصف صاروخي مصدره المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد وقوات سوريا الديمقراطية بريف حلب الشمالي”.
وأكد الدفاع المدني أن “القصف استهدف الأحياء السكنية، وعندما هرع متطوعو الخوذ البيضاء والعمال الإنسانيين لإنقاذ المدنيين، وبعد وصولهم إلى مشفى الشفاء في المدينة، تجدد الاستهداف لنفس المنطقة وللمشفى التي أسعف إليها الضحايا”.
وأسفر القصف عن مقتل 15 شخصاً في حصيلة غير نهائية، منهم أربعة نساء وطفل، و7 رجال، و3 مجهولو الهوية من بينهم اثنان من الكوادر الطبية واثنان من العمال الإنسانيين.
كما أصيب 42 مدنياً (13 امرأة، و5 أطفال، و25 رجلاً) ومن بينهم 11من الكوادر الطبية و 3 من متطوعي الدفاع المدني السوري.
“الجيش الوطني” يؤكد و”قسد” تنفي
وفي تصريحات لـ“السورية. نت” اتهم الناطق باسم “الجيش الوطني السوري”، يوسف حمود “وحدات حماية الشعب” بتنفيذ الهجمات الصاروخية والمدفعية على مدينة عفرين.
وقال: “تبين لنا أن الاستهداف حصل من نقطتين، الأولى هي برج القاص والثانية منطقة الأحراش شمال قرية جلبل”.
وأضاف حمود: “النقطتان المذكورتان تخضعان لسيطرة ميليشيات وحدات حماية الشعب و قوات حزب العمال الكردستاني”.
في حين نفى مدير المركز الإعلامي لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، فرهاد شامي، مسؤوليتها عن القصف.
وقال في بيان له “نشرت بعض وسائل الإعلام أخباراً غير صحيحة حول عملية استهداف لمركز مدينة عفرين، ونُسبت إلى قواتنا”.
وأضاف “أننا في قوات سوريا الديمقراطية نؤكد على أنه ليس لدينا أي تواجد في تلك المناطق، وندعو كافة وسائل الإعلام إلى الالتزام بالمصداقية في نشر الأخبار التي تخص قواتنا”.
تركيا تدين والائتلاف يطالب بالتحرك
من جهتها أدانت الخارجية التركية الهجوم الذي اتهمت فيه تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا”، وقالت في بيان لها إن “التنظيم الإرهابي المذكور استهدف مبنى وقسم الإسعاف في مشفى الشفاء الممول من الجمعية الطبية السورية الأمريكية، بمدينة عفرين التابعة لمحافظة حلب”.
وأضافت “ندين بشدة هذا الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة العديد من المدنيين بينهم كوادر طبية”.
ودعت الخارجية التركية “المجتمع الدولي لرؤية الحقائق ووقف دعمه للتنظيم الإرهابي الذي يعمل تحت أسماء مختلفة”.
في حين وصف “الائتلاف السوري” المجزرة بأنها “فظيعة و توضع مباشرة أمام المجتمع الدولي لأخذ موقف جدي ضد إجرام النظام وضد ميليشيات PYD الإرهابية ووقف دعمها”.
وطالب في بيان له اليوم، “الجهات الدولية الداعمة لهذا التنظيم الإرهابي بتصحيح موقفها، وإعلان موقف صريح يرفض تمويل ودعم أي تنظيم إرهابي في سورية”.