شهدت مناطق شرق الفرات خلال الأيام الماضية، تكثيفاً لحركة المُسيّرات التركية، التي قتلت مقاتلين وقياديين بارزين من “قوات سوريا الديمقراطية”(قسد).
ويبدو أن أنقرة تتبع استراتيجية جديدة من شأنها أن تستنزف “قسد”، في ظل عدم التوصل كما يبدو لتفاهمات سياسية، تهيئ الطريق لعملية عسكرية جديدة، تهدد تركيا بشنها قريباً في مناطق تخضع لـ”قسد”.
التصعيد التركي جاء عقب قمة طهران التي جمعت قادة تركيا وروسيا وإيران، وسط مؤشرات توحي بحصول تركيا على ضوءٍ لاستهداف قياديين من “قسد” عبر المُسيرات، كبديل حالي للعملية العسكرية التي تريدها أنقرة.
وقلما تصدر تركيا تعليقات بشأن الضربات التي تنفذها بالطائرات المسيرة في شمال وشرق سورية، لكن وزارة دفاعها تعلن في بيانات متفرقة عن “عمليات تحييد” لقادة يتبعون ” وحدات الحماية – YPG”.
وتعتبر أنقرة أن “قسد” التي تشكل “الوحدات” عمادها الأساسي، مُرتبطة بشكل وثيق، بـ”حزب العمال الكردستاني”، المصنف على قوائم الإرهاب الدولية.
من جهته اعتبر القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، أمس الخميس، أن “كثافة هجمات الطائرات المسيرة التركية ازدادت، وباتت تستهدف مجتمع شمال شرقي سورية ومؤسساته”.
ومنذ بداية شهر يوليو/ تموز الحالي، استهدفت الطائرات المسيرة التركية على الأقل، عشرة مقاتلين من “قسد” بينهم قيادين بارزين وهم:
سهام مسلم
في الثاني من الشهر الحالي، أعلن المكتب الإعلامي لـ”قسد”، استهداف طائرة مسيرة تركية لسيارة القيادية، مزكين كوباني، في ريف الرقة، ما أدى إلى مقتلها وإصابة مقاتلين آخرين.
والاسم الحقيقي لمزكين المولودة سنة 1990، هو “سهام مسلم”، تنحدر من مدينة عين العرب(كوباني) بريف حلب الشرقي.
وحسب البيان فإن مزكين شاركت إلى جانب “قسد” في معارك ريف حلب ورأس العين بريف الحسكة.
كندال وبرخدان
ويوم العشرين من الشهر الحالي، أعلنت “قسد” مقتل مقاتلين اثنين، وهما “كندال روج آفا” و”برخدان كوباني”، في عين العرب(كوباني).
وحسب بيان صادر عنها، قالت إن طائرة تركية دون طيار استهدف سيارة تقل المقاتلين ما أدى لمصرعهما.
سلوى يوسف
تعتبر القيادية الأبرز التي استهدفتها المسيرات التركية، في 22 من الشهر الحالي، على طريق القامشلي- القحطانية، كونها كانت نائبة لقائد “قوات سوريا الديمقراطية”.
وتنحدر يوسف من مواليد عفرين بريف حلب 1980، وكان تقاتل تحت الاسم الحركي “جيان تولهلدان”.
وحسب بيان لـ”قسد” فإن يوسف “شاركت في تنظيم صفوف الشّعب، وشاركت في تأسيس وحدات حماية المرأة، وأصبحت قيادية في “وحدات مكافحة الإرهاب” (YAT).
جوانا حسّو
قتلت حسو إلى جانب سلوى يوسف على طريق القامشلي- القحطانية في 22 من الشهر الحالي، باستهداف سيارتهما من قبل الطائرات التركية.
وكانت حسو تقاتل تحت الاسم الحركي ” روج خابور”، وتنحدر من مدينة الدرباسية شمالي الحسكة ومن مواليد 1992.
وكانت حسو قيادية في “وحدات حماية الشعب” (YPJ) ، وقاتلت حسب بيان “قسد” في المعارك ضد تنظيم ما يسمى “الدولة الإسلامية”.
رُها بشار
من مواليد 2003 وتنحدر من منطقة عفرين شمال غرب حلب، وكانت تقاتل تحت الاسم الحركي “بارين بوطان”.
وكانت بشار مقاتلة ضمن “وحدات مكافحة الإرهاب” التابعة لـ”قسد”، وقتلت إلى جانب جوانا حسو وسلوى يوسف على طريق القامشلي- القحطانية.
شاهين تيكي تانجاك
وفي 24 من الشهر الحالي، أعلنت تركيا مقتل “قائد العمليات العسكرية في عين العرب”، شاهين تيكين تانجاك، وذلك بعد استهدافه أيضاً بطائرة مسيّرة.
وحسب وكالة “الأناضول” التركية، فإن تانجاك يحمل الأسم الحركي “كندال أرمني”، وكان ينشط في أرياف ولايات آغري وقارص ووان وبينغول وبيتليس التركية.
كما قالت الاستخبارات التركية، أن تانجاك كان ينقل المقاتلين بين الحدود السورية- التركية.
ولم تصدر “قسد” أي بيان رسمي حول استهداف القيادي حتى مساء أمس الخميس.
ثلاثة مقاتلين
وفي بيان لـ”قسد”، أمس الخميس، أعلنت مقتل ثلاثة مقاتلين بقصف تركي في منقطي تل ابيض وعين عيسى بريف الرقة، هم “سردار جمعة حرجو” (الاسم الحركي سردار) وينحدر من جرابلس بريف حلب (مواليد 2004).
أما المقاتل الثاني هو “محمد شاكر حمي” (الاسم الحركي قورشين) من مواليد 1994، في ريف حلب الشرقي.
أما المقاتل الثالث هو “حمد خالد العلّاج” (الاسم الحركي حمد) ومن مواليد الرقة عام 2004.
استهداف “الأسايش”
كما أسفرت استهداف الطائرات المسيرة التركية إلى مقتل أربعة مقاتلين من قوات “الأسايش” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، أمس الخميس.
وأعلنت “قوى الأمن الداخلي” (الأسايش) في بيان، مقتل أربعة عناصر باستهداف طائرة مسيرة تركية سيارتهم جنوب بلدة عين عيسى، بالقرب من مخيم تل السمن.
والمقاتلون هم “بشار محمد علي بوزان، وسلمى علي مصطفى، وجيهان محمد مصطفى، وسارة محمد الحسين”.