3 مدن هدد أردوغان بالسيطرة عليها.. تعرف إلى أهميتها
عين العرب وتل رفعت ومنبج
توقعات مظلوم عبدي قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، حول المناطق المحتملة للهجوم التركي البري المرتقب، تتوافق مع ما أشار إليه مؤخراً الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
إذ حدد أردوغان مدن عين العرب/ كوباني، منبج/ وتل رفعت، الواقعة بريف حلب، بأنها ستكون هدفاً لبلاده في العملية العسكرية المُرتقبة، وذلك في كلمة ألقاها، الأربعاء الماضي، خلال مشاركته في اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في أنقرة.
وهو ما تحدث عنه عبدي في مؤتمر صحفي عبر تطبيق “زووم”، السبت الماضي، بأن تركيا تتحضر لشن هجوم على المدن الثلاث.
وكانت المدن الثلاث ضمن تهديدات الأتراك السابقة، بشن هجمات عسكرية ضد “قسد”، بعد عملية “نبع السلام” في تشرين الأول/ أكتوبر 2019.
وتتمتع هذه المدن بأهمية جغرافية بالنسبة لتركيا، فعين العرب واقعة بين مناطق نفوذها في مدينتي تل أبيض ورأس العين (منطقة عمليات نبع السلام) وبين منطقة عمليات “درع الفرات” (جرابلس، اعزاز، الباب) وصولاً إلى عفرين (غصن الزيتون).
عين العرب/كوباني و”عين الإسلام”
اكتسبت المدينة الواقعة على الحدود السورية التركية، أهمية وشهرة عالمية في تموز/ يوليو 2014، نتيجة هجمات “تنظيم “الدولة الإسلامية” على المدينة، والذي غيّر اسمها إلى “عين الإسلام”.
لكن التنظيم أُجبر على الانسحاب من المدينة والقرى المحيطة بها في كانون الثاني/ يناير 2015، بعد معارك طاحنة استمرت نحو 7 أشهر.
إذ وجه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ضرباته ضد التنظيم، وشاركت “وحدات حماية الشعب” وقوات البيشمركة من إقليم كردستان العراق ومقاتلين من “الجيش السوري الحر” في القتال البري.
كما قاتل عناصر كُرد قدموا من إيران وتركيا تحت جناح “الوحدات” في هذه المعارك، حسب فيلم وثائقي أعدته شبكة “BBC” البريطانية، حمل اسم “هنا كوباني”.
وتعرضت المدينة خلال الاشتباكات لدمار واسع ونزح معظم سكانها.
برز اسمها مجدداً في وسائل الإعلام بعد تفجير اسطنبول، وإطلاق تركيا عملية “المخلب السيف”، التي ما تزال مقتصرة حتى اليوم على الضربات الجوية والقصف المدفعي لمناطق سيطرة “قسد”.
وأول توقعات عبدي حول الهجوم البري التركي، كان لعين العرب، من أجل ربطها بمدينة اعزاز ومدن أخرى واقعة ضمن مناطق العمليات التركية السابقة، بحسب حديثه لموقع “المونيتور”.
وتكتسب المدينة أهمية “مفصلية في الوجدان الكردي عامة والكردي السوري خاصة”، فهي تقع في “صلب المشروع الاستقلالي الكردي العلماني” حسب موقع “فرانس 24“.
وحذر زعيم “حزب العمال الكردستاني” عبد الله أوجلان المسجون في تركيا منذ سقوط المدينة بيد “تنظيم الدولة”، وربط بينها وبين محادثات السلام مع تركيا عام 2014.
ينحدر عدد من قيادات “العمال الكردستاني” و”قسد” من المدينة، أبرزهم قائد قسد مظلوم عبدي، كما تعتبر من الأماكن الرئيسية التي زارها أوجلان خلال تواجده في سورية.
وكانت “الوحدات الكردية” قد سيطرت عليها بعد انسحاب نظام الأسد منها في تموز / يوليو 2012.
تبعد المدينة حوالي 160 كيلو متراً شمال شرقي حلب.
تل رفعت..هزمت “داعش” فانقض عليها النظام و”قسد”
استطاعت فصائل “الجيش الحر” بمدينة تل رفعت طرد عناصر “تنظيم الدولة” من المدينة أواخر عام 2013 وبداية 2014، وقتل خلالها “حجي بكر” أحد أبرز قادة ومؤسسي التنظيم.
رد التنظيم بهجوم للسيطرة على المدينة، لكن مقاتلي “الجيش الحر” استطاعوا صد محاولاته.
تعرضت المدينة أواخر 2015 لهجوم من قبل “قسد”، بدعم جيش الأسد والطيران الحربي الروسي، انتهت بسيطرة “قسد” عليها وتهجير عشرات الآلاف من أهلها في شباط/ فبراير 2016.
يشار إلى أن مقاتلي المدينة شاركوا إلى جانب “قسد” في حرب “تنظيم الدولة”، لكن “قسد” انقلبت عليهم واستولت على المدينة.
تنتشر وحدات من جيش الأسد وروسيا فيها إلى جانب “قسد”.
ترفع “قسد” أعلام النظام وروسيا على المؤسسات الخدمية والنقاط العسكرية، تزامناً مع تهديدات تركيا بشن هجوم على المدينة.
وتشكل المدينة تهديداً أمنياً لمناطق سيطرة المعارضة بريف حلب، حيث تتعرض أحياء وأسواق في مدينتي اعزاز والباب لقصف مدفعي وصاروخي مصدره هذه المناطق.
شارك أهالي تل رفعت بالمظاهرات السلمية منذ انطلاق الثورة السورية، وكانت أحد المعاقل الرئيسية للمظاهرات.
استقبلت المدينة المنشقين من الثكنات العسكرية لجيش الأسد، منها كلية المشاة ومطار منغ.
خرجت عن سيطرة النظام مطلع العام 2012، ولعب أبناؤها دوراً مهماً في معارك أحياء حلب الشرقية.
تبعد عن مركز مدينة حلب حوالي 30 كيلو متراً، ونحو 18 كيلو متراً عن الحدود التركية، وهو ما يجعلها ضمن مطالبات أنقرة بإبعاد “قسد” عن حدودها مسافة 30 كيلو متراً.
منبج..بوابة “قسد” الاقتصادية
تفجير اسطنبول وجه الأنظار إلى مدينة منبج، إثر تصريحات وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، بأن أمر تنفيذ التفجير جاء من منبج، إضافة إلى أمر تنفيذ هجوم على مركز للشرطة في ولاية مرسين جنوب البلاد في أيلول/سبتمبر الماضي.
وخلال تهديدات أردوغان في حزيران/ يونيو الماضي بشن عملية عسكرية للسيطرة على منبج، تحدثت صحيفة “يني شفق” التركية، عن تقديرات بوجود أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل من “العمال الكردستاني” في المدينة، إضافة إلى مركز تدريب للطائرات دون طيار.
انتهز النظام وروسيا فرصة التهديدات التركية، واستطاعوا نشر عناصر من جيش الأسد في المدينة، بررت “قسد” حينها ذلك بأنه يستند إلى تفاهمات عام 2019.
تبعد عن مركز مدينة حلب 80 كيلو متراً، وعن الحدود التركية ما يقارب 30 كيلو متراً.
تعتبر بوابة اقتصادية لـ”قسد” تربطها بمناطق سيطرة المعارضة بريف حلب الشمالي، عبر معبري “عون الدادات” و”أم جلود”، كما ترتبط بمناطق سيطرة النظام عبر معبر “التايهة” في قسمها الجنوبي الغربي.
تغلب الصبغة العشائرية في المدينة، ما أدى إلى إجبار “قسد” على التراجع عن قراراتها في بعض الأحيان، منها قرار التجنيد أيار وحزيران 2021.
سيطر عليها “الجيش الحر” أواخر 2012، ثم سيطر عليها “تنظيم الدولة” عام 2014، حتى استطاعت “قسد” إخراجه بدعم التحالف في آب/ أغسطس 2016.