أرسل أكثر من 400 مسؤول سياسي أمريكي رسالة إلى الرئيس جو بايدن، عبروا فيها عن احتجاجهم على دعم الإدارة الأمريكية للحرب الإسرائيلية في غزة.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز“، اليوم الثلاثاء، إن المسؤولين المشاركين بالتوقيع “يعكسون تزايد المعارضة الداخلية بشأن دعم إدارة بايدن للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة”.
وأشارت إلى أن الـ 400 مسؤول هم من المعنيين بالسياسية والموظفين، الذين يمثلون نحو 40 وكالة حكومية في الولايات المتحدة.
ماذا تضمنت الرسالة؟
وتدعو الرسالة جو بايدن إلى السعي لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ودفع إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وبحسب “نيويورك تايمز” تعتبر هذه الرسالة الأحدث من بين عدة رسائل احتجاج قدمها مسؤولون في إدارة بايدن، بما في ذلك ثلاث مذكرات داخلية لوزير الخارجية، أنتوني بلينكن، وقعها العشرات من موظفي وزارة الخارجية.
بالإضافة إلى رسالة مفتوحة موقعة من أكثر من 1000 موظف في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وعلى الرغم من أن إدارة بايدن بدأت مؤخراً بالتعبير عن قلقها بشأن الأعداد الكبيرة من المدنيين الفلسطينيين الذين قُتلوا، وحثت إسرائيل على “ضبط النفس”، إلا أن “هذه الانتقادات الناشئة لا يبدو أنها تسترضي الكثيرين في الحكومة الأمريكية”، وفق الصحيفة.
وجاء في الرسالة التي وصلت لبايدن اليوم الثلاثاء: “إننا ندعو الرئيس بايدن إلى المطالبة بشكل عاجل بوقف إطلاق النار؛ والدعوة إلى وقف تصعيد الصراع الحالي من خلال ضمان الإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين المحتجزين تعسفياً”.
وطالبت بـ”استعادة خدمات المياه والوقود والكهرباء وغيرها من الخدمات الأساسية؛ ومرور المساعدات الإنسانية الكافية إلى قطاع غزة”.
“مذكرات لاذعة”.. سياسة بايدن في غزة تأجج الغضب داخل الخارجية
وقال اثنان من المعينين السياسيين الذين ساعدوا في تنظيم الرسالة إن غالبية الموقعين هم معينون سياسيون من مختلف الأديان، ويعملون في جميع أنحاء الحكومة، من مجلس الأمن القومي إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي وصولاً إلى وزارة العدل.
وساعد بعض الموقعين بايدن على انتخابه عام 2020، وقالوا في مقابلات إنهم يشعرون بالقلق من أن دعم الإدارة لحرب إسرائيل في غزة يتعارض مع موقف الناخبين الديمقراطيين بشأن هذه القضية.
ووفق الرسالة فإن “الأغلبية الساحقة من الأمريكيين تؤيد وقف إطلاق النار”.
وذلك في إشارة إلى استطلاع للرأي أجري في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أظهر أن 66% من الأمريكيين، بما في ذلك 80% من الديمقراطيين، يعتقدون أن على الولايات المتحدة أن تمارس الضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار.
بالإضافة إلى ذلك، “لا يريد الأمريكيون أن ينجر الجيش الأمريكي إلى حرب أخرى مكلفة ولا معنى لها في الشرق الأوسط”.
ومنذ بدء الحرب على غزة، في 7 أكتوبر الماضي، رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، وقفاً طويل الأمد للقتال، على أساس أنه “سيسمح لحماس بإعادة تشكيل صفوفها لشن هجمات مستقبلية”.
ودعوا بدلاً من ذلك إلى “هدنة مؤقتة”، وهي انقطاعات قصيرة في القتال ربما تستمر لبضع ساعات، للسماح بمهام إنسانية محددة بوضوح مثل توصيل المساعدات إلى غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم “حماس”.