رئيس بلدية “منين” ينقض رواية “الصحة” حول أسباب عزل البلدة
رد رئيس بلدية منين بريف دمشق، عبد الغني قاسم، على تصريح وزير الصحة في حكومة الأسد، نزار يازجي، حول فرض العزل على بلدة منين، بعد وفاة امرأة مصابة بفيروس “كورونا المستجد”.
وجاء الرد في مقابلة لقاسم على إذاعة “شام إف إم”، اليوم الأربعاء، وقال إن المرأة المتوفاة، عمرها 75 عاماً، وكانت “عاجزة وتعاني من مرض السكري، واليوم استلمنا نتيجة فحصها بشكل رسمي، وكان من المفترض أن نتبلغ بالنتيجة من مديرية الصحة أول أمس”.
وأضاف قاسم أنه ليس لدى المتوفاة أي شخص يقوم بالبيع في المحلات، وقمنا بالحظر على 20 شخصاً من أولادها وأقربائها.
ويأتي ذلك رداً على تصريح وزير الصحة، الذي أرجع قرار عزل البلدة إلى الحفاظ على صحة المواطنين ومنع انتشار الفيروس، نظراً لعدم التزام عائلتها بالعزل وقيامهم بالبيع في محل تجاري للناس.
وأكد قاسم أنه تم أخذ مسحات من زوجة ولدها، البالغ من العمر 40 عاماً، وكانت النتيجة سلبية، في حين أُجريّ اختبار ثان للتأكد وستظهر النتيجة خلال يومين.
وحول حاجات البلدة من مواد غذائية، تقرر تأمينها بالتنسيق مع محافظ ريف دمشق، علاء إبراهيم، عبر سيارات معقمة تابعة لمديرية التجارة الداخلية.
ويسمح للأهالي بالتنقل ضمن البلدة فقط، بين الساعة السادسة صباحاً وحتى السادسة مساءً، كما يسمح لأصحاب المحال الغذائية والخضار بالخروج لتأمين المواد والعودة إلى البلدة، بحسب قاسم.
وكانت وسائل إعلام النظام الرسمية، نقلت عصر اليوم، عن وزير الصحة، نزار يازجي، إنه قد “تم الطلب من السلطات المعنية تطبيق العزل لبلدة منين بريف دمشق لوجود حالة وفاة لامرأة من البلدة بفيروس كورونا (وهي واحدة من الحالات العشر المسجلة في سورية)”.
وأضاف يازجي أن “قرار العزل جاء حفاظاً على صحة المواطنين ومنع انتشار الفيروس نظراً لعدم التزام عائلتها بالعزل وقيامهم بالبيع في محل تجاري للناس”، مشيراً إلى أن “المتوفاة لديها زوج وأولاد ولديهم محل تجاري ولم يلتزموا بالحجر الصحي وواصلوا البيع في محلهم والاحتكاك بالمواطنين”.
وقال:”تم أخذ عينات من زوج السيدة المتوفاة وابنها وأقاربها كما سيتم أخذ عينات عشوائية لعدد من المواطنين في المنطقة وعند صدور نتائجها سيتم الإعلان عنها”، متحدثاً عن أن هذا الحظر “على الأهالي الموجودين في المنطقة، إضافة إلى وجود عدد ليس بالقليل من القادمين من لبنان بشكل غير شرعي”.
وقرار عزل البلدة الواقعة إلى الشمال من وسط مدينة دمشق بنحو 14 كم، هو الأول من نوعه في عموم سورية، إذ لم يسبق منذ بدء تفشي “كورونا” الإعلان عن عزل أي منطقة، سواء في مناطق سيطرة النظام، أو المعارضة، أو “الادارة الذاتية”.
وبلدة منين، التي تعرف أيضاً باسم “عين منين”، تتبع ادارياً لمنطقة التل، بريف دمشق الشمالي، ولا تبعد سوى 3.5 كم، إلى الجنوب من سجن صيدنايا السيئ الصيت.
ويبلغ عدد سكان البلدة قبل سنة 2011، نحو 30 ألف نسمة، لكن الرقم تغيّرَ كثيراً بعد ذلك، بسبب موجات النزوح التي تدفقت على المنطقة، التي بقيت آمنة نسبياً قياساً بمحيطها في ريف دمشق.
وحتى اليوم الأربعاء، لم تُسجل رسمياً في سورية، سوى 10 إصابات بينهما حالتا وفاة، ضمن مناطق سيطرة النظام، بينما لم يتم الإعلان عن تسجيل أي إصابة، في مناطق شمال غرب البلاد، حيث تُسيطر الفصائل السورية، أو مناطق شمال شرق سورية، الخاضعة لـ”الإدارة الذاتية”.